بعيدا عن الأحكام فى الدرجات المتنوعة للتقاضى وحدود الاختصاص لكل محكمة مصرية، فإننى على كثرة ما مررت به من أحداث، وعبر انخراطى فى كل جدل عام عاشته البلاد، لم أدرك ملفا أو موضوعا اكتظ بذلك القدر من المغالطة والتزوير، ومحاولات الاستثمار السياسى لصالح قيم زائفة وجماعات مفلسة، قدر ملف ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية وإعادة جزيرتى تيران وصنافير إلى المملكة. كان المستهدف الأول من كل اللت والعجن والإفتاء بغير معلومات، والصخب الغوغائى وتسويق الأغاليط هو الرئيس عبدالفتاح السيسى بطل 30 يونيو 3 يوليو 2013، إذ كان خصومه وأعداء مصر من فلول إرهابى الإخوان وعملاء الطابور الخامس، ورجال الأعمال من كارهى مشروعه السياسي، يريدون تحويل حدث تسليم تيران وصنافير إلى عنوان يقول: (إن السيسى باع الأرض) وبما يخلق حالة ضبابية حول الموضوع تمنع الرأى العام من بناء وهندسة رؤية واضحة حول ما جري. ومن هنا كانت هناك ضرورة لتوثيق كل ما يتعلق بذلك الموضوع حتى لا تتوه الحقائق أو يتغلب فقه التزوير على أصول التأريخ ومقاصده وأحكامه. وقد تقدم الكاتب الوطنى مصطفى بكرى ليلعب ذلك الدور من خلال كتاب مهم أصدرته دار الأسبوع بعنوان (تيران وصنافير.. الحقيقة الكاملة). 11 جلسة عُقدت فى ست سنوات وأفضت إلى صدور إعلان القاهرة فى 30يوليو 2015 لترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، هذا هو بعض ما تضمنه مفتتح الكتاب والذى أوضح مدى الجهد الهائل الذى بُذل من أجل إنجاز موضوع ترسيم الحدود. وترسيم الحدود يعنى (تاريخ + جغرافيا + إعمالا لمبادئ القانون الدولي)، وكان ثلاثتهم محاورا لنص مصطفى بكرى الكاشف، وقد تضمن عشرات الوثائق التى تثبت أن مصر لم تفرط وأبدا لن تفرط، وإنها فقط أعادت الحق لأصحابه الذين وافقوا على احتلال مصر للجزيرتين عام 1950 بهدف حمايتهما من التهديدات الإسرائيلية. التوثيق والتأريخ دور صادف أهله عند مصطفى بكرى وكتابه المهم والمفيد. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع