صلة الرحم من الأمور المهمة التي ينبغي التركيز عليها في أيام العيد ، لأنّها تترك في النفس والمجتمع بركات كثيرة جداً، ومن الظواهر الاجتماعية التي تسود بعض المجتمعات أن يقاطع الإنسان من قاطعه من الأرحام، وسائر المسلمين، وهي ظاهرة سلبية وموجبة لعدم رضا الله تعالى عن الجميع. ففي رواية أنّ رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلاّ توثّباً عليَّ وقطيعة لي وشتيمة، فأرفضهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: إذن يرفضكم الله جميعاً قال: كيف أصنع؟ قال صلى الله عليه وسلم: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمَّن ظلمك، فإنّك إذا فعلت ذلك، كان لك من الله عليهم ظهير». وقطيعة الرحم من الأمور التي توجب دخول النار، ويجب أن تقابل القطيعة بالصلة حفاظاً على الأواصر والعلاقات، وترسيخاً لمبادىء الحب والتعاون والوئام. روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرحم معلّقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافىء، ولكن الواصل من الذي إذا انقطعت رحمه وصلها». وصلة الرحم من خير أخلاق أهل الدنيا كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ من عفا عمن ظلمه، ووصل من قطعه، وأعطى من حرمه». وتتجلّى مظاهر الصلة بالاحترام والتقدير والزيارات المستمرة وتفقّد أوضاعهم الروحية والمادية، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم، وكفّ الأذى عنهم. ولأن الإسلام دين التآزر والتعاون والوئام، لذا حرّم جميع الممارسات التي تؤدّي إلى التقاطع والتدابر، فحرّم قطيعة الرحم، وجعلها موجبة لدخول النار والحرمان من الجنّة. روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة: قاطع رحم، وجار السوء». وقطيعة الرحم موجبة للحرمان من البركات الالهية، كنزول الملائكة وقبول الأعمال. روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم».