فى شهر رمضان ينتاب الآباء قلق شديد تجاه أبنائهم وصراع بين رغبتهم العارمة فى تنشئة أطفالهم نشأة دينية وخوفهم عليهم من إيذائهم لو صاموا وهم ممنوعون من الصيام بسبب إصابتهم بأمراض معينة أو بضعف بنيتهم أو عدم بلوغهم السن المناسبة، وخاصة أن شهر رمضان يأتى كل عام فى مناخ مختلف عن الآخر. ويقدم الدكتور أحمد بدر، نائب مدير مستشفى أبو الريش المنيرة الجامعى للأطفال، كل ما يهم الآباء بخصوص صيام أطفالهم مع الحفاظ على صحتهم والالتزام بتعاليم الدين، قائلا: إن السن المناسبة للصيام فوق سن ال (10) سنوات، ويشترط عدم وجود أى أمراض مزمنة مثل الضغط والسكر وأنيميا التكسير، أو أمراض عارضة وقت الصيام كالالتهاب الرئوى والتهاب الشعب. وأن يتم تغذية الطفل جيدا طوال فترة الإفطار والسحور مع مراعاة شرب كمية كافية من السوائل طوال فترة الفطور. كما يجب عدم السماح للطفل بصيام الأيام التى لم يتناول فى ليلتها طعام السحور وليس بتأخير وجبة العشاء ومن ثم احتسابها سحورا , اذ إن ذلك سيزيد من طول الفترة الزمنية التى يمتنع الطفل خلالها عن الطعام وشرب السوائل لتصل فى بعض الحالات الى نحو عشرين ساعة مما قد يتسبب بإجهاد الطفل وتأثر صحته بسبب تعريضه للجفاف أو نقص حاد فى مستوى السكر. كذلك عدم السماح للطفل الذى يقل عمره عن عشرة أعوام بصيام شهر رمضان كاملا . فالهدف من السماح للاطفال بالصيام هو التدرج معهم ليعتادوا على أداء الفروض والقيام بالعبادات وليس إسقاط الفريضة, خصوصا عند الحديث عن أطفال السادسة والسابعة , فهم قد لا يجدون فى أنفسهم القدرة على القيام بهذا الأمر, الا أنهم يصرون على استكمال الصيام كنوع من الغيرة والتقليد, وحتى لا ينعتهم أقرانهم وإخوانهم الأكبر منهم بأنهم من «المفطرين»، لذا لابد من توجيههم بشكل سليم, والسماح لهم بصيام بعض ساعات اليوم أو بعض أيام الشهر. ويجب أن نعلم بأن قدرة الأطفال الذين ينتمون الى نفس الفئة العمرية – على الصيام- تتفاوت تبعا للعديد من العوامل مثل : بنية الطفل نفسه, وحالته الصحية ونوع الفصل فى السنة الذى جاء فيه رمضان , فصيام رمضان خلال فصل الصيف يترافق ونقص السوائل فى أيام الحر مما قد يعرض الطفل للجفاف، كما يجب على الآباء والأمهات ملاحظة أي علامات قد تدل على انخفاض مستوى السكر بشكل كبير عند الطفل مثل ارتجاف الأطراف, أو بدء تأثير إدراكه (الوعى) لما حوله. وهنا يتوجب « فطر» الطفل قبل تعرضه لمخاطر صحية مثل صدمة نقص السكر , كما أن علامات إصابة الطفل بالجفاف تشير إلى ضرورة إعطاء الطفل السوائل وإقناعه بأنه سيستأنف الصيام فى اليوم التالى .