يقول د . السيد شفيع فى كتابه (التعبير البيانى)، للأخلاق الإسلامية مصدرين رئيسين، هما أعظم ما تُستمدُّ منه الأخلاق، كتاب الله عزَّ وجلَّ، وسنة نبيه [ من خلال الأحاديث: فالقرآن هو المصدر الأول للأخلاق، والآيات التى تضمنَّت الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهى عن مساوئها كثيرة، منها قوله تعالى:«إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» (النحل: 90). وقد وصف الله عز وجل رسوله بالخلق العظيم « وإنك لعلى خلق عظيم «وتعتبر السنة النبوية الصحيحة هى المصدر الثانى للأخلاق، لقول الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا» (الحشر: 7) .عن أنس رضى الله عنه قال : لقى رسول الله أبا ذر رضى الله عنه فقال: «يا أبا ذرٍّ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل فى الميزان من غيرهما، قال: بلى يا رسول الله قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذى نفسى بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما». وعن السمات البلاغية فى هذا الحديث يقول د. شفيع: بلاغة النداء الممزوج بالحوار هو سمة هذا الحديث الشريف ففى هذه المرة لم يسأل الصحابى رسول الله. وإنما يعلم أصحابه دون سؤال ( يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين) وهنا يترقبوا ماذا خلف الكلمات من معانى وزادهم (ص) تشويقا فقال : هما أخف على الظهر، وأثقل على الميزان ، وهذه كناية عن كون الإتيان بهما أمراً خفيفاً فى عمله ، ثقيلاً فى أجره على غيرهما (أى من الفضائل ). فقال بلى يا رسول الله. قال: (عليك بحسن الخلق، وطول الصمت) وهذا أسلوب إنشائى طلبى، فيه حث ونصح وتوجيه الى أفضل أمرين يدخلان الناس الجنة وهما حُسن الخُلق ، وطول الصمت.