يتعين علي روي هودجسون القابض بيده علي عصا المارشال ان يقنع العديد من المشككين الذين فركوا اعينهم بشدة عندما اختير ابن الرابعة والستين الذي تطلق عليه الصحافة تسمية السيد وسط للاشراف علي منتخب انجلترا في كأس اوروبا2012 لكرة القدم التي تستضيفها بولندا والوكرانيا من8 يونيو حتي الاول من يوليو المقبل. وخلق الاتحاد الانجليزي نوعا من المفاجأة عندما اختار مدرب وست بروميتش البيون للاشراف علي منتخب الاسود الثلاثة, وليس مدرب توتنهام هاري ريدناب الذي كان الاوفر حظا لشغل هذا المنصب بعد الاستقالة المحرجة للايطالي فابيو كابيلو. ولم تكن ردود الفعل بكل صراحة متحمسة لهذا الاختيار الذي اعتبره الكثيرون في غير محله. صحيح ان هودجسون يملك خبرة واسعة ومنفتح علي العالم كما تشهد علي ذلك سفراته المتعددة واقامته في الخارج, وهو شخص محترم بالفعل لكن سيرته الذاتية علي الصعيد العملي لا يمكن ان تقارن بسيرة سلفه الايطالي. وفي المحصلة, تعتبر النتائج التي حققها هودجسون مشرفة لكنها ليست مبهرة حيث حقق اللقب المحلي مع هالمشتاد وكوبنهاجن, وبلغ نهائي كأس الاتحاد الاوروبي مع انتر ميلان ونهائي الدوري الاوروبي( يوروبا ليج) مع فولهام, وهو ما عزز الانطباع بخيار خاطئ قام بها بيروقراطيون داخل الاتحاد الانجليزي حريصون علي الهدوء بعد الضوضاء التي اتسم بها عهد كابيلو. ويبدو ان فشل تجربة هودجسون مع ليفربول هو الوحيد الذي اثار حقا اهتمام وسائل الاعلام والجمهور الانجليزي ويقلق ايضا انصار المنتخب, وعلي هذا الاساس جاءت الكلمات المطمئنة التي تلفظ بها ستيفن جيرارد بعد ان اسند اليه المدرب الجديد شارة قائد المنتخب. وقال جيرارد انه سيء الحظ. لقد جاء في لحظة سيئة ايضا, ومن الحماقة الحكم عليه بناء علي هذه الفترة بالذات. لقد شاهدته يعمل واستطيع ان اقول لكم انه مدرب رائع, مضيفا انه رجل تكتيك من الطراز الاول والجميع يقفون خلفه. وفي اول عمل قام به بعد توليه المهمة رسميا اكد هودجسون سلطته خلال اختيار التشكيلة المشاركة في البطولة الاوروبية وفيها مدافع تشلسي جون تيري المثير للجدل والذي كان بطريقة مباشرة او غير مباشرة وراء استقالة كابيلو. واتهم تيري بالعنصرية في قضية سيحاكم فيها بعد انتهاء كأس اوروبا, فسحب منه الاتحاد الانجليزي شارة القائد في فبراير الماضي, وكان هذا القرار السبب الرئيسي في استقالة كابيلو الذي لم يوافق عليه. وعلي غرار سلفه الايطالي, اكد هودجسون ان تيري يبقي بريئا حتي تثبت ادانته, واختاره ضمن التشكيلة دون ان يعيد اليه شارة القيادة لاسباب رياضية علي حساب مدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناند الذي وجد نفسه ضحية كونه شقيق انطون فرديناند المشتكي في قضية العنصرية. ومن ابتكارات هودجسون الغريبة انه الغي معسكرا طويلا في جنوباسبانيا واستعاض عنه بمعسكر داخلي اكثر قساوة في مانشستر كي لا يقال عنه انه مجرد دمية..