إن تاريخ الأزهر هو تاريخ الثقافة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجرى إلى اليوم، حيث وضع أساس الجامع الأزهر فى 14 من رمضان سنة (359ه-971م) تحت إشراف جوهر الصقلى قائد المعز لدين الله الفاطمى وتم بناؤه فى سنتين، وفتح الجامع الأزهر للصلاة لأول مرة فى 7 من رمضان 361ه، فلم يلبس أن تحول الأزهر إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية، يجتمع فيها طلاب العلوم والفنون من كافة الأقطار. ......................................................................................... و ظل الأزهر عبر تاريخه الذى يزيد على ألف عام منارة تعليمية وثقافية أسهمت فى تنوير الأمة حيث قام الأزهر بدور كبير فى إذكاء الحركات القومية فى مصر فى العصور القديمة والحديثة ، ولا يخفى على من يتتبع تاريخ الأزهر أن علماءه قد أسهموا فى جميع المعارف والعلوم ، وظل دور ورسالة الأزهر الشريف ومنهجه الوسطى القويم عامل رئيسى عمل على نشر ثقافة الوسطية والسلام والتعايش المشترك على مدار مئات السنوات. وشهد الدور الاجتماعى للأزهر الشريف تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية ،فمنذ تسعينات القرن الماضى تم إنشاء صندوق خاص بتلقى أموال الزكاة من المواطنين ، ويقوم الأزهر بتوزيعها كاملة على المرضى والفقراء دون سواهم فى المناسبات الدينية مثل ( شهر رمضان – عيد الأضحى – المولد النبوى ) وكانت تصرف 3 مرات سنويا ثم زادت لأربعة ثم أصبح صرفها شهريا ، وكان المستفيدون من الفقراء يتجمعون بمشيخة الأزهر ( أكثر من 90 ألف شخص) خلال أيام الصرف وبما يحمل المرضى وكبار السن متاعب جمة حتى أن المبلغ المنصرف ماليا عام 2010 كانت (30 مليون جنيه ) سنويا تضاعف إلى (64 مليونا ) عام 2015 ووصلت إلى 126 مليون جنيه فى مايو 2016 . وكانت توجيهات فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بضرورة تعديل نظام الصرف ليكون أكثر سهولة ويسرا على المواطنين ، وفى سبيل ذلك أمر بتطوير هذه الخدمة والتى اتخذت العديد من الإجراءات والخطوات أوضحها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف ، فقال إن أهمها إنشاء منافذ للصرف فى مكان فسيح بأرض فضاء بجوار معاهد البعوث الإسلامية ، وتنظيم جدول للصرف بما يسهل عملية الصرف للمستحقين دون عناء إضافة إلى تحديث بيانات المستفيدين وتنقيتها من الأسماء والحالات الوهمية التى كانت تصرف دون وجه حق والتى أدت إلى اكتشاف أكثر من 20 ألف حالة وهمية لا تستحق الزكاة وفق الضوابط المقررة ، وما ترتب عليه من تغيير القائمين على الصرف فيما سبق وضبط قواعد الصرف بحيث لا تصرف إلا للمستحقين شخصياً وباستخدام بطاقة الرقم القومى مما وفر ما يربو على مليون جنيه كانت تصرف دون وجه حق، وتم إنشاء قاعدة بيانات على الحاسب الآلى وتسجيل بيانات المستحقين بعد تحديث بياناته ، وعمل زيارات ميدانية للمستحقين على عناوينهم المسجلة بقاعدة البيانات للتأكد من صحتها والتوثق من أحقيتهم للمساعدة وفقا للضوابط المقررة ، كما قام الأزهر بتوقيع اتفاقية مع هيئة البريد المصرية لصرف الإعانات للمستحقين من اقرب مكتب بريد لمحل سكنه دون الحاجة لتكبد الانتقال إلى مقار الصرف بالأزهر تخفيفا على المرضى والمعوذين، ومع هذه الإجراءات تم توسيع قاعدة المستفيدين لتشمل المحافظات الفقيرة بالصعيد والدلتا بدلا من اقتصارها على محافظاتالقاهرة الكبرى . وأضاف الدكتور عباس شومان أن الدور الاجتماعى للأزهر ظل مستمر وظهر جليا فى تسيير قوافل طبية واغاثية بحيث تضم تلك القوافل جميع التخصصات وتقديم العلاج مجانى للمرضى والفقراء وكذلك قيام القوافل الطبية بإجراء العمليات الجراحية لتلك الطبقة الفقيرة التى ربما لا تستطيع الوصول إلى أطباء لإجراء تلك العمليات نتيجة اسعارها المرتفعة الذين هم من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف بحيث يكونوا على قدر عال من التميز والمشهود لهم بالخبرة والكفاءة بإجراء العمليات الجراحية التى تحتاج إلى مبالغ باهظة مثل عملية المخ والأعصاب وعمليات تثبيت الفقرات وعمليات العظات وغيراها من الجراحات الصعبة والخطيرة . ولا يتوقف الأمر على ذلك فقط بل كان هناك متابعة من خلال التواصل مع شركات الأدوية لتوريد هذه الأدوية لمشيخة الأزهر الشريف والتى تقوم بدفع قيمة الأدوية كاملة ليتم صرفها على المرضى والمنتفعين بها بدون مقابل وكانت الأولوية دائما تمنح للمناطق النائية والفقيرة والمعدومة والتى لا يستطيع اهلها الانفاق على العلاج والمرض تخفيفا للعبء من على عاتقهم وتخفيف أعباء الحياة عليهم خاصة فى المناطق النائية مثل حلايب وشلاتين وأبو رماد ومرسى مطروح والنوبة والأقصر والوادى الجديد ، واهتم أيضا الأزهر بهذا الدور الاجتماعى بجانب الدور الدعوى فى القوافل الخارجية التى أعدها الأزهر الشريف وشملت 9 دول وكانت القوافل طبية واغاثية وغذائية مثل دولة النيجر والصومال والسودان وغزة وتشاد وإفريقيا الوسطى ونيجيريا والبوسنة والهرسك وامتد الأمر ليشمل حفر الآبار للمياه فى بعض الدول الإفريقية . وكانت المحصلة النهائية الاجمالية لجميع هذه القوافل منذ بدايتها حتى الآن هى كالآتى : 16 قافلة منها 9 قوافل خارجية و7 قوافل داخلية ، و 182 طبيبا مشاركا فى تلك القوافل من أمهر الأطباء، كمابلغت كمية الأدوية المصاحبة 51.5 طن ادوية،وبلغت كمية المواد الاغاثية 155 طن اغذية،وبلغ عدد المرضى المستفدين 50527 مريضا، كما بلع عدد العمليات الجراحية 1279 عملية كبرى ومتوسطة وصغري.