فى بحث للدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر، جاء فيه أن فرعون هو اسم علم لملك مصر الذى عاصر سيدنا موسي، وكان آخر ملوك الهكسوس الذين احتلوا مصر، ثم طردهم الملك أحمس بعد خروج موسى وقومه من مصر، ولم يكن لقبا لكل ملوك مصر، وساق من القرآن الكريم أدلة على قوله هذا فى غاية المنطق والعقل، منها أن كلمة فرعون برغم مجيئها فى 74 موضعا فى القرآن لم تأت معرفة أبدا مثل الملك أو العزيز، ولا فرعون مصر، مما يدل على أنه اسم علم وليس صفة أو منصبا، كما أنه لم يأت جمعا أبدا لأن أسماء الأعلام لا تجمع. أيضا فى قوله تعالى (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) [القصص 8]، فلابد لغويا وأن تكون كلمة فرعون علما مثل هامان المعطوفة عليها، وفى قوله تعالى على لسان سيدنا موسى (وإنى لأظنك يا فرعون مثبورا) [الإسراء 102]، فلم يقل يا أيها الفرعون، وعبارة موسى هذه جاءت ردا على خطاب فرعون له باسمه مباشرة (إنى لأظنك يا موسى مسحورا) [الإسراء 101]، فكان طبيعيا أن يرد عليه كذلك موسى باسمه مباشرة. وكذلك فى قوله تعالى (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) [التحريم 10]، فعرف كل امرأة باسم زوجها، وكذلك بالنسبة لامرأة فرعون إذ قال تعالى (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) [التحريم 11]، فعرفها كذلك باسم زوجها، كما أن حاكم مصر فى عهد سيدنا يوسف أشير إليه فى القرآن بالملك وبالعزيز، وليس بالفرعون. ترجع أهمية هذا البحث إلى تبرئة المصريين من الاتهامات الباطلة التى حاولت إلصاقها بهم «الإسرائيليات» بأنهم قتلوا أبناء بنى إسرائيل واستحيوا نساءهم، فالملك الذى فعل هذا ثم أغرقه الله وجنده بعد خروج موسى وقومه، لم يكن مصريا من الأساس، بل من الهكسوس المحتلين، واسمه فرعون، وليس الفرعون ولا فرعون مصر. تبقى لى إضافة وهي: هل تؤيد الكتابات والنقوش على جدران المعابد والقبور ما خلص إليه د.وزيري؟، فمثلا هل وجد مكتوبا على مقبرة توت عنخ آمون باللغة المصرية القديمة كلمة فرعون أم ملك؟، فنحن والعالم نقول الملك توت وليس الفرعون توت، وكذلك سائر قبور الملوك ومعابدهم، فلو أنه لم تكتب على جدرانهم كلمة فرعون، فقد أصاب د.وزيرى بلا شك، وأخيرا، أين علماء المصريات الكبار من هذا البحث؟، ولماذا لم نسمع لهم تعليقا؟. د. يحيى نور الدين طراف