أكد مارتن كوبلر المبعوث الدولى لدى ليبيا، دعمه الكامل لدعوة الاتحاد الإفريقى لممثلى الأطراف الليبية لعقد اجتماع حول المصالحة الوطنية. وقال كوبلر إنه يضم صوته إلى صوت الاتحاد فى دعوة المجلس الرئاسى ومجلس النواب والمؤسسات الليبية لتشكيل جيش ليبى موحد لمحاربة «داعش». ورحب كوبلر ببيان الاتحاد الإفريقي، مشددا على التعاون الاستراتيجى مع الأممالمتحدة لإحلال السلام والاستقرار فى ليبيا. وفى الوقت نفسه، أكدت بعثة الأممالمتحدة فى تقريرها الشهرى الذى حمل عنوان "حول الوضع فى ليبيا" فى الفترة من 15 مايو الماضى إلى 15 يونيو الجاري، إن المعركة احتدت ضد "داعش" الإرهابى فى سرت وما حولها على مدار الأسابيع الماضية. وقالت أن ثلثى سكان مدينة سرت البالغين 80 ألف نسمة فروا بالفعل من قبضة داعش الإرهابى القمعية، مضيفة أن المنظمة الدولية للهجرة سجلت فى 11 مايو الماضي، نزوح ما يصل إلى 5560 أسرة من مناطق الخمس، وبنى وليد، وترهونة، وطرابلس، وغيرها من المدن القريبة، وارتفع العدد ليصل إلى حوالى 7 آلاف أسرة بحلول نهاية الشهر. ومن جانب آخر، طالب المفوض بمهام وزير الدفاع فى حكومة الوفاق الوطني، العقيد المهدى البرغثي، بتحييد الجيش عن الصراعات السياسية حيث قال « إن الجيش يقوم بمهمات لمصلحة الوطن والدفاع عن المواطنين»، مضيفًا أن الليبيين جميعا «اصبح تفكيرهم ايجابيا لمصلحة هذا البلد». وحذر البرغثى خلال زيارته البلدات المحررة من تنظيم داعش «من مشاريع إثارة الفوضى وإشعال الفتن والقتل والتخريب والتدمير للموارد الدولة». ومن ناحية أخرى، التقى ينس ستلوتنبيرج الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي، فى مقر "الناتو" وزير الخارجية المفوض بحكومة الوفاق الوطنى محمد طاهر سيالة، وبحث الجانبان الموقف السياسى والأمنى فى ليبيا. وأعرب الأمين العام للحلف عن تفاؤله تجاه التقدم الذى أحرزته حكومة الوفاق الوطنى معلنا دعمه لعملية الحوار السياسى التى ترعاها الأممالمتحدة. وفى غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى أن العملية العسكرية التى نفذها حلف الأطلنطى «ناتو» فى ليبيا وأدت إلى إسقاط نظام معمر القذافى كانت خاطئة. وقال رينزي، فى مؤتمر صحفى عقب لقائه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى إطار أعمال منتدى سان بترسبورج الاقتصادى الدولي: «هذا التدخل لم يكن أفضل قرار، و كان خاطئا» وعلى صعيد آخر، حذر موسى الكونى نائب رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى من حدوث كارثة فى ليبيا جراء الانقطاع الكلى للكهرباء ما لم يتم تدارك الوضع بوطنية، وتفهم من الشعب لواقع الأزمة، والتضافر مع الحكومة فى مساعيها لحل الأزمة. وعلى الصعيد الميدانى، لا تزال القوات التابعة للمجلس الرئاسى الليبى تخوض اشتباكات حول المواقع التى يتحصن فيها عناصر تنظيم "داعش" وسط مدينة سرت، فى حين عثر على عدد من الجثث مجهولة الهوية داخل معسكر الجالط فى المدينة، وهى مفخخة. وأوضح محمد الغصرى المتحدث باسم قوات "البنيان المرصوص" أنّ "الاشتباكات لا تزال تدور بعض الأحياء وسط تقدم ثابت لقوات الرئاسى فى بعضها، ولا سيما حى الدولار المطل على الميناء". ونفى الأنباء التى ترددت بشأن تقهقر قوات الرئاسى وسيطرة التنظيم على جزء من الميناء، مؤكّداً أن قوات الرئاسى لم تفقد الأراضى التى سيطرت عليها، كما أن الميناء يخضع لسيطرتها بالكامل.