ثابت أمين عواد: هل ال فيس بوك حلال, كيف السبيل إلي التواصل عبر انترنت نظيف.. دعنا نسأل السؤال بشكل آخر..هل يحمل إل فيس بوك السلبيات أكثر أم الايجابيات,.. الإجابة التلقائية تتوقف علي مضمون الرسالة المحمولة عبر العالم الافتراضي.. ورغم ذلك فقد سعت دول مثل تركيا وإيران إلي إنشاء نطاق ومدار جديد للتواصل الاجتماعي عبر إنشاء انترنت جديد وفيس بوك خاص.. والإجابة عن الأسباب وكيفية تحقيق ذلك في السطور التالية.. حدث في احدي الدول الخليجية, القرن الماضي عندما تم اختراع الراديو الترانزستور, وسعي مؤسس الدولة لنشر هذا الجهاز بهدف تقريب المسافة بين الحاكم وشعبه, إلا أن السكان في البادية رفضوا اقتناء هذا الجهاز باعتباره شيئا بلا روح يتكلم..إذن فهو شيطان, ورفض هؤلاء اقتناء هذا الشيطان, وقال لهم المسؤل: إذا كان هذا الراديو شيطانا فهل الشيطان يذكر اسم الله ويقرأ القرآن, فأجابوا: لا.., فقال لهم: إذا قرأ القرآن هل ستقتنون الجهاز قالوا: نعم, فما كان من السلطات المسئولة إلا أن أذاعت صوت القرآن لينطلق من الراديو..وعلي الفور اقتنع الناس فرحين مندهشين بأنه ليس شيطانا وصار هذا الشيطان سابقا ملازما لهم في كل وقت...إذن لاتهم الأدوات الوسائل, لان المضمون والرسالة هما الأهم.. وبالرغم من ذلك فان البعض في دول إسلامية يسعي إلي إيجاد مدار سلامي آخر بديل عن شبكات الإعلام الاجتماعي الحالية مثل الفيس بوك, ويستعدون لإنشاء شبكة للتواصل الاجتماعي فيما بين العالم الإسلامي تحمل محتوي سليم في بيئة آمنة خالية من المحرمات لحماية الشباب المستخدم لفيسبوك من مخاطر الانحراف, باعتبار أن العالم الإسلامي يضم دولا متشابهة في اللغة والثقافات لعالم يقترب عدد قاطنيه إلي نحو ربع سكان العالم( يقدر عددهم نحو1.9 مليار نسمة). فقد شرعت بالفعل احدي الشركات في تركيا إلي إنشاء فيس بوك اسلامي كبديل لموقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك ولكن بقالب إسلامي بهدف نشر قيم الحلال تتجاوز الحواجز الثقافية والأيديولوجية للمسلمين وغيرهم ووضعت شعارا للشبكة المقترحة يقول: انفتح علي العالم.. واجعل العالم ينفتح عليك, لينطلق في شهر رمضان المقبل تحت شعار سلام أيها العالم علي موقعhttp://salamworld.com المبادرة هي مشروع تقني إسلامي جديد كما أوضح احد المسئولون عنه أن هناك حاجة متزايدة لمثل هذا الموقع لدي الشباب المسلمين الذين لا يشعرون بالارتياح علي فيسبوك, وان هناك الكثير من الصور الفاضحة للنساء, والعديد من المواد الأخري المحرمة إسلاميا, ويسعي الموقع إلي حماية مستخدمي الإنترنت في هذا المشروع من المحتويات الضارة, إضافة إلي توفير مناخ سليم للتواصل بين المسلمين, وتموله من15 دولة وهو مشروع تجاري في المقام الأول إلا أن الاهم هو مدي إمكانية نجاحه وملاءته من الجوانب التقنية والااجتماعية وأيضا السلوكية, خاصة وان54% من سكان العالم الإسلامي تحت سن25 سنة. واذا كانت الاسباب وراء اطلاق هذا النوع من الشبكات البديلة هي اسباب احيانا تجارية كما هو مع المشروع التركي فان هناك اسبابا اخري وراء المبادرة الايرانية, الا ان تلك المشروعات تلاقي ترحيبا من بعض المراقبين باعتبارها محاولة لحماية النشء من الانحراف والانجراف نحو الضياع, فضلا عن نشر مجموعة من التطبيقات وكتب التراث الالكترونية وبرامج للتعلم وجلسات تفاعلية مع علماء معترف بهم وخبراء واستشاريين مؤهلين, وستتم إتاحة موسوعة إسلامية متعددة اللغات هي لينطلق ب4 لغات هي التركية والعربية والروسية والإنجليزية. وسيتم توفير تطبيق آخر مهم, وهو دليل المدن علي الإنترنت; حيث سيتم تزويد المستخدمين بدليل للمساجد والمراكز الإسلامية والمطاعم الحلال والأعمال الإسلامية الأخري في مختلف مدن العالم. وسوف يسمح للمستخدمين أيضا بإذاعة الخطب والمحاضرات والأحداث الجديرة بالاهتمام. وسيقوم سلام وورلد بعمل تحديث يومي للأخبار العاجلة وإتاحة مكان للمناقشات علي الإنترنت. كثيرة هي المبادرات التي سعت لإيجاد بدائل للشبكات الدولية كما فعلت إيران وسعت الي اعتماد نظام بديل يسمي الانترنت النظيف, وكما أشار تقرير لصندي تليغراف البريطانية أن فإنها تضع خطط لتحول دون الوصول إلي مواقع البريد الالكتروني ووسائل الإعلام الأجنبية الموجودة في الخارج, وتستعيض عنها بنسخة إيرانية من فيسبوك وخدمة جديدة للبريد الالكتروني ستسمي إيران ميل. ويظل الهدف الحقيقي لمنظومة الفيس بوك الحلال أو الإنترنت النظيف امرأ يخص منشئيه, الا ان لخبراء الاتصالات وتقنية المعلومات رأي يفصل في تلك المبادرات..سنستطلعه الأسبوع المقبل.