جاء البيان الختامى لاجتماع باريس التحضيرى الذى يمهد إلى عقد مؤتمر دولى للسلام حول النزاع فى الشرق الأوسط والذى شارك فيه وزراء ومندوبون عن نحو 30 دولة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي دون حضور الفلسطينيين والإسرائيليين بنبرة لينة مخففة، وصفتها الصحافة العبرية بالناعمة حيث لم يتطرق الى جدول زمنى للمفاوضات حسبما اعلنت فرنسا سابقا، كما لم يتطرق البيان الى حدود 1967 كشرط اساسى للمفاوضات، فيما اكد على دعم حل الدولتين، وتعهد بالسعي إلى إقناع الطرفين باستئناف المفاوضات رغم رفض إسرائيل العلني لأي تدخل غير أميركي في هذا الملف، و قد حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت من خطر يهدد الحل القائم على مبدأ الدولتين لأن الوضع يقترب من نقطة اللا عودة، مؤكدا عزم فرنسا على تنظيم مؤتمر بمشاركة الإسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية العام، ورأت السلطة الفلسطينية انه نقطة إنطلاق لكسر الجمود الحاصل فى الملف والذى فرضته إسرائيل لكسب المزيد من الوقت الذى يمكنها من التهام اراضى الضفة والتوسع فى الإستيطان، واصر المجتمعون على ان يتضمن البيان الختامى تأكيد أن الوضع القائم حاليّا لا يمكن أن يستمر، معربين عن القلق حيال الوضع الميداني وسط استمرار أعمال العنف والنشاطات الاستيطانية، كما أن هناك تساؤلات حول رغبة واشنطن في الانخراط في المبادرة الفرنسية، رغم مشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. مصاعب مرتقبة صدرت عن الاجتماع إعلانات محدودة ، مع اقتراح فرنسى إطلاق أعمال حول الحوافز الممكنة على مستويات الاقتصاد والتعاون والأمن الإقليميين لإقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، فأشارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، إلى الدور الخاص لأوروبا الشريك التجاري الأول لإسرائيل والمانح الأول للسلطة الفلسطينية بتقديم المزيد من الدعم الإقتصادى للطرفين، ووعد وزير الخارجية الفرنسي بأن تبدأ فرق العمل قبل نهاية الشهر مضيفًا أنه سيسعى بسرعة كبيرة للحديث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس لاقتراح العمل الوثيق معهما، لكن مساعي الإقناع قد تكون شاقة، أما هولاند فسعى إلى الطمأنة، مع افتتاح الاجتماع مؤكدًا لا يمكننا أن نحل محل طرفي النزاع وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لأنه في السياق الإقليمي للشرق الأدنى والشرق الأوسط، سيشغل المتطرفون الفراغ بدون شك وسيستفيد الإرهابيون من ذلك، كما إعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في ختام الاجتماع أن المبادرة العربية عام 2002، التي تنص على تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في 1967، أفضل أساس للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط. لكن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، اتهم عقب المؤتمر لاعبين كبارا دون أن يسميهم، بخفض مستوى التوقعات في البيان الختامي، وأوضح المالكي أننا ندفع ثمن حضور اللاعبين الكبار، حيث عملوا على تخفيض مستوى البيان وما تضمنه، بحيث غاب عنه كثير من النقاط الأساسية التي كنا نفترض أنه يتضمنهاة. عراقيل إسرائيلية كانت اسرائيل قد أعلنت عن رفض اجتماع باريس قبل انعقاده، وتوقع مدير مكتب الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد أنه سيفشل، ولم تكتف إسرائيل بالرفض والإدانة والتشويه بل وشيطنة الحراك الفرنسى الساعى الى الوصول الى التسوية بل بذلت الدبلوماسية الإسرائيلية جهودا مضنية للتدخل فى مسار اللقاء وبيانه الختامى فعبرت عن رضاها من تغيب وزراء خارجية كل من روسيا وبريطانيا وألمانيا، وحسب موقع "والا" العبرى قالت مصادر إسرائيلية إن البيان الختامي المخفف، الصادر عن اجتماع باريس الدولي، حول النزاع في الشرق الأوسط، صدر بهذه النبرة اللينة، والمرضية لإسرائيل، نتيجة عمل ومساع دبلوماسية إسرائيلية مكثفة، أجرتها القنوات الإسرائيلية الدبلوماسية والسياسية مع قيادات غربية أوروبية وأمريكية، من أجل عدم إصدار قرارات من شأنها أن تمس بإسرائيل، أو تدينها أو تملي عليها قرارات، خلافًا لرغبة حكومة اليمين الحالية. فأجرى رئيس الحكومة بنيامين نيتانياهو، محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، سعى فيها إلى إقناع المجتمع الدولي، وعلى رأسهم فرنسا، بالعدول عن فكرة المؤتمر، تخوفًا من إملاءات دولية تفرض على إسرائيل، وعبر نيتانياهو لوزير الخارجية الفرنسي عن رفضه إقامة فرق وطواقم عمل للتباحث في المصالح الحيوية لإسرائيل، واجرى نيتانياهو، محادثة أخرى مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، طالبا منه المساعدة في تخفيف نبرة البيان الختامي. ترحيب فلسطينى تعاطى الرئيس محمود عباس بإيجابية مع الجهود الفرنسية، وأكد التزام القيادة الفلسطينية بالوصول إلى السلام القائم على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، مجددا التزامه باستمرار التعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى السلام والاستقرار في المنطقة، وأعرب عن شكره للجهود الفرنسية، وما بذله الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووزير الخارجية. كما ثمن الجهود التي بذلتها الأطراف العربية، واعتبرتها حركة فتح نجاح للقيادة في إعادة القضية الفلسطينية إلى سلم برنامج العمل الدولي مجددا، من خلال مؤتمر باريس، وأعربت الحركة في بيان صحفي، للمتحدث باسمها في أوروبا جمال نزال، عن ثقتها بأن المعطيات العالمية في المرحلة التالية، ستلائم التوجهات الفلسطينية على صعيد المرجعيات والآليات المرغوبة فلسطينيا، واعتبر نزال، مؤتمر باريس، نصرا حظيت به فلسطين، بعد أن تصدرت قضايا أخرى أجندة الدول الكبرى وقد اتهمت صحيفة "يديعوت إحرنوت" العبرية حكومة بنيامين نتنياهو بتضييع فرص التسوية والوصول الى حل نهائى مع الفلسطينيين يضمن السلام والأمن للاجيال القادمه موضحا أن الان بالذات قد يكون هذا هو الوقت لان نحاول مرة اخرى للوصول الى نهاية الصراع ومنتهى المطالب مع الفلسطينيين، قبل ان تهددنا جداول الدماء من الطرفين، اويقول لنا احد انهم اليهود الذين لا يفهمون سوى لغة القوة.