ما حدث من هرولة بعض السياسيين والمفكرين قبل أيام للاجتماع مع المرشح الرئاسي محمد مرسي, بناء علي دعوة فضائية, يكشف أننا مازلنا في الزمن الماضي. عندما كان يطلق صفوت الشريف هذا النوع من الدعوات فيهرول اليه الجميع, فالأمر لم يتغير كثيرا هذه المرة سوي في المسميات فقط.. والهدف واحد وهو مصلحة جماعة الإخوان. وأحسب أن الإخوان لجأوا لهذه الدعوة لكي يقتنصوا المقعد الرئاسي, وهذا حقهم الديمقراطي في التعاون والتنازل ومنح الوعود, التي لن تنفذ في التاريخ والجغرافيا ومأثوراتهم وأقوالهم, حتي قبل عدة أيام ترجح أنهم سيعملون علي إقامة الخلافة الإسلامية, وقد لايقتصر الأمر علي مصر, لكنها ستكون البداية فهل من شاركوا في الاجتماع وجميعهم من السياسيين والمفكرين المحترمين المشهود لهم بالوطنية سيحصلون علي مناصب في دولة الخلافة, بالقطع لن يقبلوا هذا. صحيح كان هناك اجتماع من الحاضرين علي الوقوف ضد المرشح أحمد شفيق, وهذا حق لأي مواطن أن يمنح صوته لمن يريد بعيدا عن الضغوطات والتهديد والوعيد والتخوين لمصريين أحرار في ممارسة حقهم بالتعبير عن رأيهم و بعيدا عن المزايدات علي الإخوة المسيحيين والاتهامات, التي ساقها نفر من دعاة التطرف والارهاب الفكري, وممن يمارسون تلك الضغوط ليس فقط علي المسيحيين, ولكن علي وسائل الاعلام لكي تقف في صف محمد مرسي, وتناسي هؤلاء الاحتكام للصندوق وهو من أسس الديمقراطية. وأظن أن ما تحدث عنه الداعية السلفي الشيخ محمد رسلان في محاضرة نشرت علي الانترنت ربما تكشف الي أين نحن ذاهبون, حيث قال: إن الإخوان لو تمكنوا من السلطة, سيستحوذون علي المؤسسات السيادية لكي يخرج جيل منهم يتولي تلك المناصب الحساسة وسيعمل الإخوان علي تفريغ جميع أسرار الدولة في ذاكرة الجماعة لضمان أطول مدة في الحكم, وسيصدرون قوانين ليستحوذوا علي الأزهر ودار الافتاء ومجمع البحوث ومن يخالفهم ويعارضهم سيدخل السجن. سيتم الاستيلاء علي كل شيء في الوطن, وحسبما قال الداعية السلفي: سيغيرون التاريخ ويسيطرون علي الدعوة والمنابر, لتصبح الدعوة للإخوان فكرا وجماعة, لا للإسلام حقيقة ورسالة. علي الأرجح الإخوان لن يتغيروا وفي حالة فوز محمد مرسي إذا جاء بانتخابات نزيهة دون تزوير سنسانده كرئيس لكل المصريين وليس لمصر الإخوانية, وإذا انحرف سنظل كما نحن نعارضه هو وجماعته دون خوف أو انبطاح مثل الآخرين. المزيد من أعمدة أحمد موسي