هي تصريحات غريبة ولكنها ليست بجديدة، ففي عام 2011 قال كيسنجر ما يشبه هذا الكلام، ثم عاد وردده مؤخرا، ونشره موقع "ديلي سكيب" Daily Squib البريطاني.. تصريحات يراها البعض من وحي الخيال لأن الموقع اشتهر بنشر كثير من المقالات الساخرة، ولكنها في الوقت نفسه تصريحات تبدو منطقية خاصة في ظل الأحداث المتلاحقة في الشرق الأوسط! "لو لم تسمع قرع طبول الحرب.. فلابد أنك أصم".. هكذا قال هنري كيسنجر، كما نشر الموقع.. وقال أيضا استعدوا إسرائيل ستحرق الأخضر واليابس وستحتل نصف المنطقة!!! هنري كيسنجر البالغ من العمر 89 عاما، قال إن إيران ستكون ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة التي يتوجب فيها على إسرائيل قتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط. وقال كيسنجر، وزير الخارجية الأسبق للإدارة الأمريكية في عهد الرئيس نيكسون: لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الإستراتيجية لنا.. خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون "الانفجار الكبير" والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأميركا وسيكون على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط. وأضاف أن طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد أصم. وأشار كيسنجر إلى أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل وقال : "لقد تلقى شبابنا في أميركا والغرب تدريبا جيدا في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك "الذقون المجنونة" فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد. وأوضح كيسنجر أن إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أمريكا وإسرائيل لكل من إيران وروسيا بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعا عالميا جديدا لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية "السوبر باور" وقد حلمت كثيرا بهذه اللحظة التاريخية. تلك هي تصريحات خبير السياسة الخارجية الأمريكية سابقاً وأحد أهم أقطاب السياسة العالمية، وسواء كان صحيحة أو بها شيء من التلاعب فإن توقيتها يعكس خطورة وغرابة طريقة التفكير للولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والعالم.. ولكن لا غرابة، فكل التكتيكات تؤكد ذلك! ونتعجب لفكرة الدول السبع التي تخطط أمريكا لاحتلالها (إيران) فقط، فيما يترك بقية الأسماء تحت عنوان وحيد وهو: "الدول النفطية في الشرق الأوسط" ويضيف إليها دولا تحتوي على مواد اقتصادية أخرى، والتخمين فيها لا يحتاج إلى تفكير كثير، لأن تصريحات أمريكية أخرى تضع مخططاتها لتقسيم السعودية وتعتبر مصر أنها الجائزة الكبرى، فيما النفط في العراق وليبيا بات تحت وضع اليد. والغريب أيضا قوله إن الضربة الأولى ستكون لإيران، فيما القتل سيكون لأكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط، ومحاربة أصحاب الذقون وهو يشير إلى سُنة المسلمين، وصحوة الصين وروسيا على الانفجار الكبير، والحرب العالمية الثالثة، فيما الانتصار فقط لإسرائيل وأمريكا، بل التخصيص بأن نصف الشرق الأوسط سيكون لإسرائيل وحدها، حينها سيتم إعلان القوة الواحدة والحكومة الواحدة أو الحكومة العالمية "السوبر باور" ليتحقق حلم كيسنجر النهائي والذي يناهز ال90 عاما. مثل هذه التصريحات – بفرض صحتها - ينزع كيسنجر الغطاء والنقاب عن الهدف الإسرائيلي الأخير، الذي يريد أن يكون تحقيقه قريبا جدا في احتلال الشرق الأوسط، لتسقط بكل وضوح كل الادعاءات والشعارات التي يتم تسويقها في عالمنا، وحول دعم الثورات، وليتأكد التلاعب بالطوائف ونشر الفتن والفوضى.. وحيث التحالفات والصداقات حتى "زواج المتعة" السري بينها وبين إيران، واستخدام إحدى الدول الخليجية كمجرد أداة، كل ذلك مجرد وسائل مرحلية، لبلوغ الهدف في إعلان الحكومة الواحدة أو الحكومة العالمية "السوبر باور".. وما كوادر الفتن المدربة شيعة أو سنة إلا حطب النار، التي تريد الولاياتالمتحدة حرق أكبر عدد من العرب فيها وقتلهم بها. السؤال هنا: ماذا أعدّ أو استعد الحكام العرب وبالأخص حكام دول الخليج، لمواجهة هذا السيناريو الأسود المدمر وبلدانهم في أول خطوط الاستهداف؟.. فيما تعتقد إحدى الدول الخليجية، أنها ستكون عضواً ربما في الحكومة الواحدة التي ستحكم العالم بالاستبداد والدكتاتورية المطلقة، مسرعة في تنفيذ مخطط الاحتلال الإسرائيلي وقتل أكبر قدر ممكن من العرب!! بالمناسبة "ديلي سكيب" هي جريدة بريطانية أنشئت عام 2007 لتقدم رؤى ساخرة.. وتهدف إلى عمل "بروباجندا" حول المواضيع الساخنة على الساحة.. ولذلك يشكك كثيرون في صحة تصريحات كيسنجر ولكننا نراها مؤشرا على نظرة الغرب لنا سواء كانت الأفكار لكيسنجر أو لكاتب المقال من صحفيي الموقع. من قلبي: هيهات.. سيظل العالم العربي شامخا بعروبته، مهما حاول كيسنجر أو أي شخص آخر التلميح بغير ذلك.. وستبقى المنطقة عصية على كل عدو، حتى إذا جار الاستعمار عليها أو على جيوشها.. وأبدا لن يسقط العالم العربي.. بل سيظل عتيا بجيوشه العربية، وعلى رأسهم مصرنا الغالية، التي ستكون دوما كما ذكرها الرحمن في كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم: "أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين".. صدق الله العظيم. #تحيا_مصر.. تحيا_مصر.. تحيا_مصر. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن