لفت انتباهي في سباق الرئاسة المحموم تعامل بعض المرشحين مع من حولهم من بسطاء الشعب وجماهيره وكأنهم اعتلوا عرش الرئاسة, وقد تمثل ذلك في العديد من الأفعال التي يقومون بها وكذلك في تحويط مجموعة من الناس حول المرشح لحمايته في أثناء جولاته وبعد انتهائه منها ودخوله السيارة. هذه المشاهد هي بعينها التي كانت سائدة في العهود الماضية, كما ذكرتني بصورة الرئيس الرسمية التي كانت تعتلي كل مكاتب المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة, ولهذه الصورة في الأصل قصة تعود إلي الإمبراطورية الرومانية في القرون الأخيرة قبل الميلاد; فقد كانت ترسم لوحة للإمبراطور الجديد عند اعتلائه العرش, وكانت تسمي لوراطون وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية (Laurus) وتعني لوحة المجد, وكانت ترسم أيضا للحكام الرئيسيين في جمهورية روما القديمة والمعروفين باسم القناصلة وكذلك المعينون الجدد من الأساقفة والرهبان ورؤساء الأديرة حين يتم تنصيبهم, وكانت لوحات لوراطون تمثل حضورا رمزيا للإمبراطور نفسه حيث كانت تعلق في الأماكن العامة في جميع أنحاء الإمبراطورية, تماما كما يحدث الآن, وكان يتم حملها والتحرك بها في موكب في أثناء مراسم المناسبات الخاصة, كما كانت تقاد الشموع ويحرق البخور أمامها بعد تزيينها بالزهور في أثناء المراسم والاحتفالات بالأحداث السياسية والإدارية, وأصبحت هذه الصورة تقليدا شرعيا تحطم عند ارتقاء إمبراطور جديد للعرش, تماما كما يحدث الآن, وهذا التحطيم أدي إلي عدم وجود واحدة من هذه الصور التي كانت تعامل معاملة الإمبراطور, حيث إنها تمثل شخصيته فالاحترام الذي يقدم إلي صورة الإمبراطور هو احترام يقدم لشخصه.. تماما.. كما يحدث الآن!!