أرسلت رقمي القومي في رسالة SMS من تليفوني المحمول علي رقم 1515كما أخبرت, فعاد إلي باسم لجنتي الانتخابية, وعنوانها, ورقم اللجنة الفرعية, ورقمي في كشوف الانتخابات وذلك فورا وقبل أن يرتد إلي طرفي, فأدركت أن مصر قد أظلها عهد جديد. وأنه لا عودة أبدا إلي الوراء, اليوم نري منصب رئيس الجمهورية يتنافس عليه المرشحون تنافس خيل السباق في المضمار, وقد ارتقب الجمع الهادر الغفير الأول منها وصولا لينال قصب السباق, وليس تنافسا ظاهريا لا يكاد أحد يتابعه حيث يعرف الجميع مقدما المتسابق الذي يراد له الفوز. إن فتح صناديق الانتخاب لكل أفراد الشعب ممن بلغ السن والسماح له بممارسة حقه الدستوري في التصويت ببطاقة الرقم القومي, وليس قصرها فقط علي من عنده بطاقة انتخابية وأدرج اسمه فيما يسمي الجداول الانتخابية, لهو حق تاريخي استحقه الشعب المصري ولن يفقده مرة أخري, ورد منصب رئيس الجمهورية للشعب لكي يقدم له من بين صفوفه من يري في نفسه القوة والأمانة علي الاضطلاع به في منافسات شفافة علنية أمام العالم, لهو استحقاق تاريخي كذلك لن يأخذه منا أحد, وأخيرا فإن ترجمة إرادة الشعب كما أودعها داخل صناديق الانتخاب إلي حقيقة علي الأرض دون تزوير أو تزييف, صار أمرا ممكنا علي أرض مصر, كما هو في سائر بقاع العالم المتحضر, ولا يجب أبدا الحياد عنه مرة أخري. لاشك أن الخوف يملأ النفوس من تجربتنا الديمقراطية وما قد تسفر عنه اليوم, ولاشك أننا جميعا نقف علي أمشاط أرجلنا ترقبا لنتيجتها, ولا ينكر أحد أن ممارستنا الديمقراطية الآن قد يشوبها بعض الشوائب, ويعتريها بعض التجاوزات, لكننا بالتأكيد نمارس الديمقراطية أو بدأنا وقد أخذنا بأسبابها. من المؤكد أننا قد وضعنا أقدامنا علي أول الطريق, وقد نحبوا ونتعثر في بدايته, فهذا من طبائع الأمور, إلا أن خطواتنا سرعان ما ستتزن وتتسارع, وحتما سنصل لغايتنا ما التزمنا الطريق. د. يحيي نور الدين طراف