واجب علينا جميعا أن نتوجه بالشكر والتقدير لحمدين صباحي, المرشح الذي تقبل نتيجة الانتخابات الرئاسية بشكل متحضر ومسئول. فما دمنا قد احتكمنا للشعب في انتخابات نزيهة وشفافة, فإن علينا أن نتقبل ونحترم قراره. وبالرغم من أن صباحي يقترب اليوم من استكمال عامه الثامن والخمسين, إلا أنه سوف يظل لدي العديدين وأنا منهم- رمزا للشباب! فتاريخ حمدين السياسي يرتبط بالأساس بمرحلتي الصبا والشباب, منذ أن شكل في أثناء دراسته الثانوية ببلطيم رابطة الطلاب الناصريين عام 1970 عقب وفاة عبد الناصر ولم يكمل بعد السادسة عشرة من عمره. ولم لا.. وهو نفسه بانتمائه الاجتماعي وتعلمه ووعيه كان نتاجا وتجسيدا للحقبة الناصرية. ولا يزال أبناء جيلي يتذكرون جيدا شجاعة صباحي في الحديث أمام الرئيس السادات في لقائه مع اتحاد طلاب مصر عام 77 ومعارضته لسياسيات السادات( مثلما تمت المواجهة الشهيرة مع الطالب عبد المنعم أبو الفتوح) واعتقل صباحي أكثر من مرة في عهد السادات وكان أصغر المعتقلين في اعتقالات سبتمبر 1981 وتكرر اعتقاله في عهد مبارك حتي وهو عضو في مجلس الشعب وكانت عضويته في المجلس نتاجا لمعركة حقيقية مع نظام مبارك. وفي مشواره هذا تواصل صباحي مع القوي الناصرية في البلاد العربية, وأسس جريدة' الكرامة'. ومع أن برنامج صباحي في انتخابات 2012 وبعد مشوار طويل مع الحياة السياسية, بدا أقل' ناصرية' وأكثر ارتباطا بمتطلبات اللحظة الراهنة, إلا أن ما يلفت النظر فيه هو أحلام صباحي اللامحدودة في وضع نظام تعليمي مجاني شامل, وتوفير خدمات صحية وتأمينية شاملة أيضا, ومشروعات قومية متعددة, وزيادة للمعمور المصري بنسبة 50% في ثلاث سنوات, وتصنيع الصعيد بالكامل.. وتوفير مسكن ملائم لكل المصريين في ثماني سنوات.. إلخ أحلام وآمال عريضة يمكن أن تكون رصيدا لزعيم معارض صلب في الجمهورية الثانية! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب