يقضى غالبية الصغار الإجازة الصيفية بين مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية والسهر إلى وقت متأخر من الليل، وحتى لا تتحول الإجازة الى مضيعه للوقت يمكن استثمارها بعدة طرق تنمى مهارات الصغير وتكون ممتعة ومسلية فى الوقت نفسه. لذلك يجب على كل الأمهات أن تبحث عن كيفية الاستفادة من الإجازة الصيفية للأطفال وتوجيههم إلى المزيد من النشاطات, كالذهاب لممارسة رياضة أو هواية معينة فى النادى أوالمراكز المختصة برعاية الأطفال، كما إنه من الممكن أن تستغل الأم الفترة التى توجد بها مع أطفالها بسؤالهم عن طموحاتهم لتخرج من خلالها بالكثير من الأفكار التى تساعدهم على الإنجاز فى أوقات الفراغ. يقول د. محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس إن عقل الطفل وشخصيته يمران بمرحلة ذهبية فى التعلم, لذا يجب الاستفادة منها وتطويرها بكل ماهو مفيد، وفى مواجهة الفراغ الطويل تبدأ قائمة النشاطات والأعمال المفيدة والمثمرة خلال الإجازة لتنمية المهارات المتنوعة والاستمتاع فيها، لذلك لابد من التخطيط لأوقات الفراغ للتعرف على ما يمكن عمله وانجازه خلال الإجازة حيث أن التعليم والتدريب منذ الصغر يزيد من مستوى الذكاء العام. لكن كيف سيقضى طفلك أوقات فراغه فى الإجازة؟ يقول د. سمير:خططى كل يوم برنامجا مختلفا بحيث يكون كل يوم له مذاقه الخاص، ورتبى جدول زيارات خلال فتره الإجازة يزور فيها الطفل بصحبتك الأهل والأصدقاء, يتعلم أن صلة الرحم شئ واجب. علميه السباحة أو أى رياضة يحبها، ادعى أصدقاءه إلى المنزل وضعى لهم برنامجا من الأسئلة والهدايا ليقضوا وقتا ممتعا، ونظمى له وقته بحيث لا يتغير نظام نومه وأكله، ورتبى زيارة المتاحف والآثار والمكتبات العلمية، أفسحى له المجال لمساعدتك فى كتابة المشتريات التى يكون المنزل بحاجة لها، وحددى ميزانية خاصة لقضاء بعض الوقت خارج المحافظة إن كان ذلك فى الإمكان، اجعليه عالما صغيرا حيث توجد كتب ومواقع إلكترونية تقدم خطوات ميسرة لتجارب علمية بسيطة يمكن اجراؤها بالمنزل. شجعيه على استخدام كاميرا الموبايل فى التقاط الصور لمشاهد الحياة اليومية بالمنزل، الأثاث، الطعام، أو التقاط صور للشارع والناس من الشرفة، كما يمكنه أن يكتب تعليقات على الصور. اجعلى من جلوسه أمام النت شيئاً مفيداً فعندما يسألك ابنك سؤالاً فلا تعطيه الإجابة حتى لو كنت تعرفينها، ولكن ساعديه على البحث عنها على الإنترنت، وشجعيه على استخراج أفكار لتنفيذ أعمال يدوية من الخامات الموجودة بالمنزل والتى يتم التخلص منها عادة مثل بكر المناديل، علب الكبريت، وعلب الكرتون. إذا كان لديك أطفال كبار وآخرون صغار، فانتهزى الفرصة فى تولية الكبار مسئوليات تناسب سنهم تجاه الصغار، من حيث رعايتهم وتنظيم الألعاب والمسابقات لهم.ويشير د. محمد سكران أستاذ التربية بجامعة الفيوم الى أن القراءة فى الإجازة مفيدة جداً، لذا ينصحك بتشجيعه على القراءة من خلال القراءة له بصوت عال, حيث اثبتت دراسات أجريت حديثاً على الأطفال الذين تحرص أمهاتهم على القراءة لهم بانتظام أنهم يتعلمون القراءة بسهولة كبيرة وبسرعة، كما أن القراءة المشتركة بين الأم والطفل تعتبر تجربة مفيدة لا ترتبط بوقت محدد, فالقراءة قبل النوم تنتهى بإغلاق العينين, أما القراءة فى أوقات أخرى فتنتهى بتنمية خيال الطفل من خلال بعض الأسئلة التى تحتاج إلى استنتاجات من جانبه عن النهاية المتوقعة له فى القصة للأحداث وأسباب حبه لشخصية دون الأخرى.اقرئى له اسم الكاتب والرسام لتعطيه إحساسا بأن القصة من صنع أشخاص مثله, واحرصى على اصطحاب كتاب معك عند الخروج من المنزل، خاصة إذا كنت ستذهبين إلى مكان يحتاج منك إلى انتظار دورك مثل زيارة طبيب أو بنك، ولكن يجب عليك الإقلال من القراءة له أثناء الانتظار حتى لا يصيبه الملل، وإذا حدث وتم قطع القراءة بسبب مكالمة تليفونية أو بكاء رضيع مثلاً فدعى طفلك يضع أى علامة على الصفحة التى توقفت عندها, اتركيه يختار القصة بنفسه، وشجعيه على أن يقرأها لك وهذا لن يكون مكلفا ماديا إذا أشركته فى احدى المكتبات العامة ليستعير منها ما يشاء، ويمكنك أيضاً انتهاز هذه الفرصة لاستعارة كتاب يهمك ويفيدك فتقدمين المثال والقدوة لصغيرك على أهمية الكتب فى حياة الإنسان, اظهرى لطفلك حبك وتقديرك للقراءة فعندما يكون هناك وقت هادىء مناسب للقراءة ويكون الطفل مستيقظا يلعب من حولك اخرجى الكتاب وابدئى فى القراءة ليبدو للصغير أن القراءة شىء ممتع حتى للكبار.وجهى لطفلك أسئلة محددة حول الأشياء التى قام بها أو الأحداث التى شاهدها لأن هذا يجعله يعيد سردها بأسلوبه الخاص، فعملية تنظيم الأفكار والمعلومات أثناء السرد لها علاقة بالقراءة, ومن المهم أن تكون أسئلتك محددة حتى تحصلى على إجابات أكثر تحديداًً.