لقى 50 مجندا بالجيش اليمنى على الأقل مصرعهم، فى حين أصيب 60 آخرون فى تفجيرين وقعا بمدينة عدن أمس، ويعد هذان التفجيران من أدمى الهجمات حتى الآن على الحكومة اليمنية. وذكرت مصادر طبية يمنية أمس سقوط 50 قتيلا و 60 جريحا فى تفجيرى عدن، وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابى مسئوليته عن الهجومين الداميين اللذين استهدفا تجمعات لمتطوعين فى الجيش اليمنى فى منطقة خور مكسر بمدينة عدنجنوبى اليمن وراح ضحيتهما العشرات. وقال التنظيم - فى بيان له على مواقع التواصل الاجتماعى أمس- إن انتحاريا فجر نفسه وسط جمع من المتطوعين قرب منزل اللواء عبد الله الصبيحى الذى يتخذه الجيش اليمنى مركزا للتجنيد. وأضاف البيان أن تفجير عبوة ناسفة على بوابة معسكر بدر أعقب الهجوم الانتحارى الذى وقع قرب منزل الصبيحى فى حى الإنشاءات بمنطقة خور مكسر.وفى بيان مكتوب نشره على حسابات تابعة له على مواقع التواصل الاجتماعى قال التنظيم المتشدد إن الهجوم استهدف "الجيش اليمنى المرتد" وإن الانتحارى يدعى أبو على العدنى. وقال البيان "انطلق الأخ أبو على العدنى… نحو منزل قائد معسكر بدر والذى يتخذه الجيش اليمنى المرتد مركزا للتجنيد وذلك فى منطقة خور مكسر وسط عدن حيث فجر حزامه الناسف وسط جمع من الجنود حاصدا منهم أكثر من 30 قتيلا وعشرات المصابين." وذكر مسئولون محليون أن قنبلة مزروعة على بوابة قاعدة عسكرية قريبة انفجرت بعد ذلك بوقت قصير، غير أنها لم تسفر عن سقوط ضحايا. وعرض موقع عدن الغد الإخبارى الإلكترونى صورا لجنود يحملون زملاء لهم تغطيهم الدماء، وقال شهود عيان إنهم رأوا سيارات الإسعاف وهى تنقل المصابين من المكان. ويأتى الهجومان بعد المكاسب التى حققتها قوات الحكومة اليمنية والتى شنت هجوما ضد متشددى تنظيم القاعدة فى بلدات بالجنوب بداية من الشهر الماضى، واستغل تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب الفوضى فى اليمن منذ اندلاع الحرب الأهلية فى البلاد العام الماضى للسيطرة على مساحات فى جنوب وشرق اليمن. وفى الوقت نفسه، أكد وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات السلام بالكويت بشأن الأزمة اليمنية أن موافقة الوفد على العودة للمشاركة فى المشاورات جاء بعد تلقيه ضمانات دولية مكتوبة من الأمين العام للأمم المتحدة عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن وهى الضمانات التى كان قد طالب بها الوفد فى رسالة وجهها الأسبوع الماضى إلى المبعوث الدولى إسماعيل ولد الشيخ والتى تضمنت ست نقاط محددة. وأعرب الوفد - فى بيان أصدره الليلة قبل الماضية - عن أمله فى أن تشكل الضمانات قاعدة صلبة للدفع بالمشاورات لتحقيق السلام الذى ينشده أبناء الشعب اليمنى وأن تعمل على ضبط مسار المشاورات وفقا لأسس ثابتة خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيشها والذى تسبب به الانقلاب على الشرعية والدولة. وأوضح البيان الذى نشرته وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أن هذا التطور يمثل فرصة أخيرة لإنقاذ المشاورات على أمل أن يلتقط الطرف الآخر - فى إشارة إلى الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق على عبدالله صالح - هذه الفرصة ويتعاطى بجدية فى المرحلة القادمة ، وأشاد البيان بجهود الوساطة الكويتية القطرية والسعى الحثيث للأشقاء والأصدقاء لإحلال السلام فى اليمن. ومن جهته، أكد إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الدولى إلى اليمن أن مفاوضات السلام اليمنية التى استأنفت أمس جلساتها فى الكويت تمضى بوتيرة جيدة وتحرز تقدما ملموسا، مشيرا إلى دعم خليجى لإنجاح هذه المفاوضات، وأضاف أن محادثات السلام دخلت فعليا فى القضايا الجوهرية وبات متوقعا أن تشهد فى هذه المرحلة الكثير من الصعوبات. وفى صنعاء، أكد اللواء الركن محمد على المقدشى رئيس هيئة الأركان العامة فى الجيش اليمنى، أمس أن 80 بالمائة من أراضى اليمن أصبحت محررة. وقال المقدشى فى برقية تهنئة بعثها إلى الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى بمناسبة الذكرى ال 26 للعيد الوطنى للوحدة اليمنية 22 مايو "ونحن نشارككم وشعبنا هذه المناسبة الوطنية المجيدة يمكننى القول إننا قد تمكنا وخلال عام مضى بدعمكم وإشرافكم على فعاليات هذه المؤسسة، ودعم ومساندة دول التحالف وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية الشقيقة من تحقيق نجاحات كبيرة واستعادة 80 بالمائة من أراضى البلاد". وأكد رئيس الأركان فى برقيته "أن منتسبى الجيش الوطنى الذين هبوا مع رجال المقاومة للذود عن الشرعية سيظلون حريصين على الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره ووحدته ومكتسباته الوطنية، منطلقين من الواجب الوطنى والدينى المقدس ولن يكونوا إلا كما يريدهم شعبهم مدافعين عن الدولة اليمنية الاتحادية الفيدرالية القائمة على مخرجات الحوار الوطنى والتى هى محل إجماع وطنى لكل قوى وشرائح المجتمع". وذكر المقدشى "إننا نجدد العهد بأن نقطع اليد التى تحاول النيل من سيادة الوطن أياً كانت وسنمضى نحو بناء يمن اتحادى خال من الأمراض والأوبئة، يمن تسوده العدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد وسيادة القانون، وينعم كافة أبنائه بالأمن والاستقرار والعيش الحر الكريم".