بورسعيد بمنطقتها التجارية الحرة لها جاذبية لكل الفئات السلبية من مهربين وغشاشين ولصوص ومحتالين .. وأطفال الشوارع من متسربين من التعليم وهاربين من فقر ذويهم. أوحتى من اتخاذهم أدوات لهم للتسول سواء بالتطفل المشروع على الأثرياء أو التسلل عبر المنافذ الجمركية برفائع السلع.فهناك فجوة شاسعة ومؤسفة بين طبقتي الثراء، والفقر بأغلبيته من أطفال القاع .. والشواهد المولمة قديمة ومستمرة في المدينة الصغيرة واستنفرت اخيرا غضب وآلام اعضاء المجلس المحلي الشعبي فقاموا بالتصدي للظاهرة وتصنيفها ورصد اعراضها والتعرف علي اسبابها وكان اهمها كماورد في تقرير لجنة الامومة والطفولة تعرض الاطفال من يعملون في المنازل للاستغلال ساعات طويلة.. والاهمال.. والايذاء بالضرب والاهانة والحرمان.. ونوه التقرير الي ان معظمهم يأتون بالقطار من قراهم صباحا ويعودون اليها في المساء. اما من لايستطيعون فمأواهم الحدائق والارصفة حتي الصباح وقد تطيل المخدرات رقادهم! ونوه التقرير بافتتاح مركز احتضنته احدي الجميعات اهتم بتوفير خدمات للطفل العامل وتحسين الظروف المعيشية له ولأسرته وتأهيله لمهنة تناسب قدراته الجسدية والعقلية.. وكشفت الدكتورة سعد حسين رئيسة اللجنة ومديرة المركز انه لايوجد نظام تأمين صحي لمن انهي دراسته الثانوية!! وقد ادت ظروف تدني احوال الطفل واسرته الاقتصادية الي تأخر نموه عقليا وبدنيا وسلوكيا وهبوط مستوي انتاجه كما وكيفا فهو في الغالب يفتقد الدقة ووفرة الجهد في مجال البناء والتشييد فضلا عن ضعف مناعته و مقاومته للامراض البيئية. وكانت اللجنة سخية في توصياتها وإن توقف فعاليتها علي استجابة مديريات الخدمات واصحاب الورش ومراكز التدريب.. وقد اضاف الي تلك التوصيات الهامة عادل اللمعي رئيس المجلس المحلي قرارا بتشكيل لجنة لمتابعة تفعيلها وبما يكفل عودة الاطفال لمدارسهم وتأهيل الكبار منهم للعمل ولتختفي مشاهد اطفال الشوارع من المدينة الثرية بكبارها القليلوين الفاضحة للاغلبية الفقيرة!