لكشف حالة الارتباك والتخبط الحكومي, التي أثرت علي أسواق الأرز المصري, أكد الدكتور عبدالعظيم طنطاوي, نائب رئيس اللجنة الدولية للأرز رئيس الحملة القومية لمحصول الأرز, أن الحكومة أهدرت نحو 600 مليون جنيه علي استيراد 500 ألف طن أرز فلبيني ذات الطراز الهندي لبطاقات التموين. رغم توافر الأرز المصري بكميات كبيرة بمخازن كبار التجار والمزارعين ويمكنها تغطية جميع الاحتياجات التموينية. وقال إنه تم طرح مناقصات لاستيراد الأرز الأبيض من الخارج وتحديدا دول الهند وباكستان والفلبين بأسعار متدنية لا تتجاوز 300 دولار للطن مما أدي إلي تنافس المستوردين علي استيراد الأرز طويل الحبة الفلبيني منخفض الجودة والذي يستخدم كعلف للمواشي والدواجن ولا يقبل عليه المستهلك المصري, حيث يفضل الأرز ذا الطراز الياباني قصير الحبة أو متوسط الحبة منخفض الأميلوز ويصل سعره في السوق العالمية إلي 1000 دولار للطن. وأوضح أن ذلك حقق مكاسب كبيرة للمستوردين علي حساب المستهلك المصري, خاصة مع تهريب الأرز المصري المتميز لإسرائيل والأردن وليبيا وسوريا والسودان وتجاهل الحكومة نحو100 ألف طن أرز شعير مصري تم شراؤها في بداية الموسم الحالي لحساب هيئة السلع التموينية ولم يتم طرحها حتي الآن في مناقصة بين شركات مضارب القطاع العام لتصنيعها وتشغيل العمالة العاطلة في تلك الشركات لتغطية نسبة من احتياجات بطاقات التموين وإخلاء المخازن لمحصول القمح. وأكد أن استراتيجية زراعة الأرز الجديدة تتركز علي زراعة 1.8 مليون فدان بشمال ووسط الدلتا بالأصناف المصرية المروية والمتحملة للجفاف والمستنبطة منذ عام 1995 بمركز بحوث الأرز بسخا, مشيرا إلي أن ذلك يضمن انتاج 4.7 مليون طن أرز أبيض بما يحقق الاكتفاء الذاتي بمقدار 3.4 مليون طن وتصدير 1.2 مليون طن ونستورد بها نحو 21.2 مليون اردب قمح بقيمة 1.3 مليار دولار. وطالب طنطاوي بتخزين مخزون استراتيجي من الأرز في بداية موسم الحصاد في شهر سبتمبر, حيث تكون الأسعار منخفضة لتغطية احتياجات بطاقات التموين بما يوازي علي الأقل 1.5 مليون طن أرز شعير. وأضاف أن استيراد أي نوع من الأرز الشعير من الخارج سوف يؤدي لا محالة إلي تدمير محصول الأرز القومي للبلاد, حيث يزرع في 113 دولة, أهمها دول جنوب شرق آسيا المصابة بأكثر من مائة وخمسين آفة حشرية ومرضية تنتقل معظمها عن طريق الحبوب سواء شعيرا أو أبيض والبعض الآخر عن طريق الهواء أو التربة وإذا ما تسرب أي من هذه الكميات المستوردة وزرعت بحقول المزارعين, مما يؤدي إلي حدوث كارثة لأصناف الأرز المصرية.