أثار حفل زفاف «سمية» ابنة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حالة من الاستياء لدى عائلات الجنود والضباط الذين يسقطون فى الحرب الدائرة ضد الانفصاليين الأكراد. وقالت صحيفة «حريت» التركية إن مراسم عقد القران والتى جرت وسط إجراءات أمنية مشددة فى اسطنبول تزامنت مع جنازات لثمانية من العسكريين ستة منهم لقوا مصرعهم بمنطقة جيلى عند نقطة الصفر على الشريط الحدودى التركى – العراقى التابعة لمحافظة هكارى جنوب شرقى تركيا، واثنان سقطت مروحيتهم وأعلنت منظمة حزب العمال الكردستانى مسئوليتها عنه. ونقلت وسائل إعلام عن عائلات القتلى قولهم، إن أردوغان انشغل بزواج ابنته سمية على “سلجوق” ابن رجل الأعمال أوزدمير بيرقدار فى حفل حضره زعماء أتراك وأجانب فى نفس توقيت تشييع جثامين أبنائهم العسكريين. ودفع اهتمام رجال الدولة بحفل الزواج إلى غضب قطاع كبير من المواطنين الذين تعالت صيحاتهم ضد إردوغان وحكومته، وتم اعتقال شخصين فى أنقرة من أقرباء العسكريين فى اشتباكات مع الشرطة بعد أن رددوا شعارات مناهضة ضد سياسة أردوغان وحكومته. وأكدت والدة أحد العسكريين أن أبناءهم يخوضون المعارك ويقعون قتلى ويضحون بأنفسهم من أجل «الأمير بلال أردوغان» وليس من أجل حماية الدولة ورجالها المنشغلين بحفل الزفاف. وتعالت أصوات عائلات العسكريين والقتلى والشعب المنددة بموقف رئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصى اكار وطالبته بتقديم استقالته كونه انتقل مباشرة إلى اسطنبول على متن طائرة عسكرية خاصة للمشاركة فى حفل زواج «سمية». وبدورها انتقدت الصحف العلمانية الصادر صباح أمس مثل «جمهوريت» و«سوزجي» و«يورت» و«ميدان» على صفحاتها الأولى موقف رئيس الجمهورية ووزراء حكومته الذين لم يحترموا مشاعر أسر العسكريين القتلى.