في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية ألقي الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن خطابا أشار فيه بشيء من التعاطف للثوار في الجنوب وأثار موقفه سيدة عجوزا من المتعصبين للوحدة.. فهاجمته لحديثه المتعاطف مع العدو.. في الوقت الذي كان يجب عليه أن يفكر في تدميرهم.. فرد عليها لنكولن بهدوء قائلا: يا سيدتي ألا تعتقدين أني أدمر أعدائي عندما أحولهم إلي أصدقاء. إن الحوار والجدل لفظان يتفقان في أمور ويختلفان في أخري.. وفي العموم فإن الحوار أكثر أدبا ورقيا.. كما أنه الأسرع وصولا إلي قلوب الآخرين, فضلا عن أنه يغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والشدة والمنازعة وإبراز العضلات وإفحام الطرف الآخر والتعصب للرأي. ومن أهم متطلبات الحوار.. الاعتراف بالآخر وبحقه في الوجود والتعبير عن رأيه.. وأيضا حقه في الاختلاف.. كما قال الفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير: رأيك صواب يحتمل الخطأ ورأيي خطأ يحتمل الصواب.فكسب القلوب مقدم علي كسب المواقف.. فحسن الحوار مطلوب لربط القلوب ببعضها بدلا من تفريغها. ويقول الإمام الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم شرا.. ألزمهم الجدل. إننا في أمس الحاجة إلي احترام الآخر ورأيه خاصة بعد حالة الانفلات الأخلاقي الرهيب الذي امتد إلي بعض المتحاورين والإعلاميين والإذاعيين والسياسيين. كما نحتاج إلي حوار هادف بناء مجرد من المصالح الشخصية والمنافع الحزبية لفصيل معين.. بدلا من الجدال العقيم الذي نراه يوميا في بعض برامج التوك شو التي علينا أن نغيرها تماما حتي لا تنهار البلاد أكثر من ذلك. د.وليد الماحي أستاذ مساعد بطب الأسنان بالإسكندرية