عند النظر وتدقيق الفحص فى تجارب عدد من الدول التى استطاعت تحقيق نهضة اقتصادية ضخمة خلال العقود الأخيرة كانت المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى القاطرة لتقدم هذه الدول. من هنا جاءت أهمية ندوة الشباب والمشروعات الصغيرة التى نظمها المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام الاجتماعى بمقر الاتحاد العام للجمعيات الأهلية وطالبت بالاهتمام بالتعليم الفنى وضرورة العمل على التأهيل والتمكين للشباب الذين هم أمل مصر بمناسبة الاحتفال بعيد العمال وأن تشجيع المشروعات الصغيرة تساعد فى تدعيم المادة 27 من الدستور المصرى لسنة 2014 حيث تساعد فى التنمية الصناعية وتساعد على تحقيق نمو اقتصادي عادل ومتوازن. فالاقتصاد التنافسي لا يقوم على وجود الشركات العملاقة والكبيرة وحدها فقط (والتى تقوم الدولة بانشائها كما هو الحال فى مشروع تنمية محور قناة السويس ) بل وجود بيئة جذابة للأعمال الريادية وتوفّر شبكة واسعة ومتنوعة من المشاريع الصغيرة القادرة على تلبية احتياجات الشركات الكبرى ويجب أن نسعى لتغيير ثقافة المجتمع حتى نستطيع أن يكون لدينا عمالة فنية مهارية مدربة وأن نوسع مفهوم التنمية المستدامة ... كما ذكر معتز السعيد عضو مجلس النواب نائب وعميد الجالية المصرية الصينية خلال هذه الندوة الهامة كيف أن الصين كانت دولة لا تملك شىء وأصبحت أول دولة مصدرة فى العالم وبدأت نهضتها منذ عام 79 وثانى اقتصاد فى العالم ومرشحة لأن تصبح الأولى ولديها 260 ألف مشروع صغير كما أن لديها ما يسمى بالهندسة العكسية وقال ان سر نجاح الصين هو الإرادة السياسية وكذلك انضباطهم فى العمل وكذلك الإعلام الصينى الذى لا يعرف النفاق للحاكم وكذلك لا يحاول هدم الدولة بل يعلم الناس الأدب والأخلاق وكذلك الاهتمام بالعلم حيث أن المراكز العلمية فى جميع دول العالم نجد بها 50% من الصينين وكذلك قدرة الشعب الصينى على العمل المرهق ولديهم 34 مقاطعة فى الصين كل مقاطعة تتميز بصناعة معينة ...مثل عندنا كرداسة مشهورة بصناعة السجاد ... إن تجربة الصين هذه هى ما يعطينى دفعة للأمام وأنه مازال هناك أمل فى أن تصبح مصر قوة اقتصادية .... دولة بدأت مما لاشىء وأصبحت من أكثر الدول تقدما ... ولقد نشر العام الماضى خبرعن صرف إعانة بطالة لمن لا يمتلكون وظيفة من مواليد عام 1980 حتي مواليد عام 1992 وقد تقرر صرف منحة شهرية لهم ( إعانة بطالة ) بقرار من رئيس الجمهورية ولمن لا يعملون بأية وظيفة حكومية أو خاصة قدرت بمبلغ 250 جنيه لمن تخطت اعمارهم الثلاثين .وأنا أرفض بشدة هذه الفكرة لأننى أريد أن نؤهل الشباب ليصبحوا قوة فاعلة فى المجتمع بدلا من أن يصبحوا عالة على الدولة وعالة على أهليهم ولنتذكر دائما المثل الصينى بدلا من تعطينى سمكة أن تعلمنى كيف اصطاد. [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر