حلقة مفرغة لايزال يدور فيها أهالي الشهداء ومصابو ثورة25 يناير.. لا تزال مطالبهم بالقصاص العادل والسريع من قتلة المتظاهرين, وتحقيق العدالة الاجتماعية, وليس فقط صرف تعويضات مالية . أو علاج بعد إجراءات روتينية طويلة ومشكوك في جدية الإصابة أو حدوث الوفاة خلال المظاهرات. وكل هذه المعوقات رفعت حدة الإحساس بعدم حصول أهالي الشهداء والمصابين علي حقوقهم التي ستكون أول مطالبهم من رئيس الجمهورية الذي سينتخبه الشعب حتي ينصفهم, ويشعروا بأن الدماء التي سالت في الثورة روت شجرة الحرية وأثمرت الأمل الذي ضحوا من أجله بالحياة. في البداية تعتبر رانيا شوقي رئيس لجنة الشهداء ومصابي الثورة نفسها أنها شاهد عيان علي مأساة أسر الشهداء والمصابين وتري أن أول مهمة للرئيس القادم هي تحقيق مطالبهم. وتضيف: انضممت إلي المتطوعين من المجتمع المدني بعد أن أعلنت الحكومة عن بدء جمع بيانات لأسر الشهداء والمصابين. وعانينا كثيرا في هذه المهمة الشاقة لأننا بعد أن قمنا بجمع قاعدة بيانات لأسر الشهداء والمصابين كان هناك تباطؤ ملحوظ في اتخاذ الإجراءات وصرف المستحقات لهم وهي عبارة عن100 ألف جنيه لأسر الشهداء ولكنهم حتي وقتنا هذا لم يصرفوا جميعا مستحقاتهم غير30 ألف جنيه فقط وذلك يعتبر إعاقة في الاجراءات, ومن المشاكل التي تواجههم حتي الان ورصدت رئيسة اللجنة أهم مطالب أسر الشهداء والمصابين من الرئيس القادم والتي يطالبون بتنفيذها علي الفور وأولها سرعة تطهير القضاء قنابل الغاز مركز السموم بالقصر العيني أفاد أن استنشاق الغاز من القنابل التي رشقت بها الثوار يسبب أمراضا خطيرة. كل من استنشق الغاز من أحداث25 يناير مرورا بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء يتم اثبات اسمه داخل المجلس القومي لمصابي الثورة مع اصدار قرار بعدم أحقيته في صرف أي تعويضات داخل الصندوق ولكن يدرج ويكتب انه من مصابي الثورة. ويلتقط طرف الحديث محمد سليم29 عاما عامل بسيط من ثوار25 يناير وفقد عينه اليسري وأحد أطراف ذراعيه يقول إن الحكومة سواء حكومة د.عصام شرف أو حكومة الإنقاذ الوطني أعطت الكثير من الوعود الزائفة مثل التعويض الكامل لأسر الشهداء أما المصابون الذين فقدوا أعينهم كان من المفترض أن جميعهم سيصرف لهم ما يعادل60% من معاش أسرة الشهيد, كما يتم إعفاء أبناء الشهيد من جميع المصروفات التعليمية وأيضا سيطبق هذا علي أبناء المصابين, ولكن المشكلة الحقيقية هي أن صندوق رعاية أسر الشهداء والمصابين مازال يعاني الكثير من العجز والإهمال, حيث بلغ عدد المقيدين علي شبكة المعلومات الالكترونية لقاعدة البيانات3 آلاف مصاب في حين انهم6 الاف أو أكثر, وهناك الكثيرون الذين لم يعترفوا بهم علي اعتبار انهم بلطجية وليسوا من الثوار وأصبحوا مثل الوليد الذي لا يحمل شهادة ميلاد. كل ما نتمناه من الرئيس القادم هو تحقيق الوعود والاعتراف بشرعية ونجاح ثورة25 يناير بعد مرور16 شهرا وإعادة هيكلة الصندوق مرة أخري. أهل الخير يتبرعون أما الحاج سيد ابراهيم والد أحد شهداء ثورة25 يناير فيطالب الرئيس القادم بمد يد العون للعلاج الفوري والتكريم لأسر الشهداء والمصابين لأنهم دفعوا دماءهم ثمنا للثورة دفاعا عن كرامة الوطن, ومازال العديد من المصابين يتلقون العلاج في المستشفيات ولكن ليس علي نفقة الدولة ولكن من أهل الخير ورجال الأعمال والجمعيات الأهلية لأن رحلة العلاج طويلة وتحتاج الي مبالغ طائلة, كما يجب توفير إعانة اجتماعية تساعدهم علي تحمل أعباء المعيشة شهريا ومدي الحياة, وأيضا توفير التأهيل الوظيفي المهني وكيفية التعامل مع إصابته في المجال الوظيفي وتخصيص نسبة لهم في الوظائف الحكومية لأنهم مثلهم مثل ذوي الاحتياجات الخاصة الذين مازالوا يعانون من هذه المشكلة حتي الان, أما الدكتور السيد رأفت من أبناء محافظة السويس التي استشهد منها حوالي35 شهيدا وأكثر من200 مصاب أثناء ثورة25 يناير, فيقول ان هناك ثلاثة مطالب رئيسية نطالب بها الرئيس المنتظر وهي: الأول: القصاص العادل العاجل لابد من العقاب السريع أي لا تستر علي أحد ولا نترك المجرمين أحرارا. الثاني: التعويض وليس المقصود به فقط التعويض المادي ولكن الأدبي أيضا لابد من تمييز الشهداء وتعويض هؤلاء تعويضا مادي بالمبالغ التي أقرتها الحكومة لهم. أما التعويض الأدبي ان يكون لهم يوم تكريم ومثل متحف مصور رمزي يرمز فيه كل التحركات توثيقي حتي يتوارثه الاجيال يحكي جسارة شعب وثورة مثل حرب73 فهذا يحتاج الي قرار سياسي وسيادي. الثالث: توفير عيشة كريمة فهذا أقل الحقوق ونحن نناشد الرئيس القادم أن يقوم بتطبيق برنامجه ليس بالأقوال ولكن بالأفعال فهذا يترجم الي وعي وسعي من الرئيس الذي سيختاره الشعب بإرادته بنزاهة دون حجب شمس الحرية عن عقول المصريين.