تسيطر على مخيلتى منذ فترة ليست بالبعيدة صورعديدة للحظات إنتقال الأحباب عن عالمنا الأرضى إلى عالم الروح ، ويمتلأ عقلى بمشاهد الوداع بآلامها وأوجاعها وقسوتها ومرارتها ، وأتصورها كشجرة عتيقة إمتدت جذورها على الأرض لسنوات من عمر الزمان .. وإذا بها فى لحظة خاطفة تهوى على حين غرة فى هوة سحيقة ، لا تقوى بعدها على النهوض مرة أخرى ، وتساءلت هل معنى الموت هو الفناء الذى يتساوى عنده الإنسان مع أى شىء آخر يفنى ولا يستحدث من العدم ، وكيف يمكن المضى قدما فى الحياة مع فقد الأحباء والذين لا نتصور ابدا غيابهم من حياتنا ، وإهتديت بعد قراءات فى العديد من الكتب والمعاجم لفك طلاسم عالم الروح والنفس البشرية الحائرة إلى أنه بالموت تنطلق الروح التى ظلت حبيسة الجسد فيولد الإنسان فى عالم جديد فسيح ، عالم تستيقظ فيه الأرواح المنتقلة فى معراج آخر وفى تطور جديد ، وأن عملية خروج الروح من الجسد ليست عملية تعذيب للنفس كما نعتقد عند رؤيتنا للشخص المحتضر فى سكرات الموت ولكنها تتم بطريقة آلية ، كما ان غيبوبة الموت التى نهابها ونخشاها هى بمثابة رحمة من الله ومخدر ربانى حتى لا يشعر الشخص المشرف على الموت بالآلام . حقاً ان الموت لحادث متكرر يقع كل يوم لا يفرق بين طفل وكهل ، بين فقير وغنى ، بين أبيض وأسود ، بين عليل وسليم ، لا يحده مكان ولا زمان ، اللهم أحسن خاتمتنا جميعاً واجعلنا متأهبين لهذا الحدث الجلل الذى لا مفر منه ولا هروب . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف