كل دول العالم تابعت بكثير من التقدير والأعجاب الثورات العربية وفي مقدمتها تونس ومصر وليبيا.. والبقية تأتي.. ورغم هذا التضامن إلا أنه لم ينعكس إيجابيا علي حركة السياحة والطيران بدول الربيع العربي التي مازالت تعاني حتي الآن وبعد مرور قرابة العام ونصف العام علي هذه الثورات من عدم عودة الحركة الجوية والسياحية إلي طبيعتها.. فالسائحين وخاصة الأوروبيين منهم لم يعودوا بنفس المعدلات السابقة قبل الثورات الي المنطقة.. فمازال هناك نقص كبير للسائحين سواء في المدن السياحية المصرية مثل الغردقة أو شرم الشيخ وكذلك في الأقصر ثلث آثار العالم. وقد بلغت الخسائر حوالي5,4 مليار دولار حتي الآن.. والسبب الحقيقي هو التصرفات التي لا تمت للثورة بصلة مثل الاعتصامات والاحتجاجات الفئوية و خطف السياح لتحقيق مطالب معينة أو قطع الطرق الرئيسية وتعطيل حركة القطارات بما يتجاوز حدود العقل والمنطق وكل الأعراف. خسر الأقتصاد القومي وخسرت السياحة والصناعات المغذية لها وخسرت شركات الطيران وبلغت خسائر مصر للطيران وحدها2 مليار جنيه.. كل هذا يستدعي وقفة مع النفس من الجميع لوقف هذا الأنهيار خاصة وأن انتخابات رئيس الجمهورية أوشكت علي النهاية في مسيرة الأستقرار.. فلا سياحة دون أمن وإحساس بالأمان. ولعل الأضطرابات التي تشهدها إحيانا دول الربيع العربي رغم هدوء الأوضاع الي حد كبير في المناطق السياحية بهذه الدول تجعل السائحين يحجمون عن القدوم الي المنطقة ويرجئون التفكير في السفر الي دول الربيع العربي. إلي أن تستقر الأوضاع بصورة نهائية بها ولعل شركات السياحة والطيران هي الأكثر قدرة علي أن تستشعر مخاوف السياحة خاصة الأمنية منها وإحجامهم عن القدوم لدول الربيع العربي والنتيجة الحقيقية لذلك هو تراجع ايرادات السياحة بشكل كبير خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي ففي العام2011 بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر نحو5,9 مليون سائح بانخفاض قرابة35% عن العام السابق له وانخفضت العائدات من السياحة الي8,8 مليارات دولار مقابل8,12 مليار دولار بخسائر بلغت4.5 مليارات دولار.. أيضا صناعة الطيران التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالحركة السياحية تأثرت كثيرا وتراجعت الحركة الجوية بعد انخفاض الحركة السياحة والجوية بمختلف المطارات المصرية التي تأثرت إيراداتها أيضا بصورة سلبية حيث تعتمد في هذه الإيرادات الي جانب النشاط الأقتصادي علي حركة الطائرات ورسوم الهبوط والاقلاع والأيواء, وغيرها.. الصورة أيضا كانت قاتمة للعديد من شركات الطيران العالمية التي تسير رحلات جوية, للمنطقة يعاني العديد منها من خسائر كبيرة ورغم أن شركات الطيران وكذلك شركات السياحة أيضا قد كيفت أوضاعها علي الظروف الحالية أنتظارا لتحسنها إلي الأفضل من خلال المرونة في العروض المقدمة لجذب الحركة الجوية والسياحية ألا أن الأوضاع القائمة تتطلب تضافرا من الجميع لتجاوز هذه المحصلة الصعبة سواء بالنسبة لصناعة السياحة أو الطيران, ويكفي ان نعلم أن أعداد السائحين وفقا لبيانات منظمة السياحة العالمي قد تراجعت في شمال أفريقيا العام الماضي بنسبة12% ولكن وفقا لتقديرات المنظمة فإن دول الربيع العربي لديها القدرة علي تعويض خسائرها ولكن ما نأمله أن تعود الأوضاع إلي طبيعتها سريعا في دول الربيع العربي لكي تستعيد الحركة الجوية والسياحية اليها وخاصة في مصر التي تحتاج الي تضافر كل الجهود لاسترجاع الحركة السياحية والجوية بما يدعم الأقتصاد القومي.