رحل هشام رامز بعد أن قيل فيه ما فى الخمر ، وذلك على خلفية الكوراث التى سببها ، هكذا اتهم من قبل مناوئيه ، وزفت البشرى بحلول طارق عامر الذى بدا وكأنه طوق النجاة للاقتصاد المريض، وتبارى الذين ناصبوا رئيس البنك المركزى السابق العداء فى سرد محاسن القادم الجديد وسجله الرائع كونه كان مسئولا عن أحد مصارفنا القومية الكبري. ونتيجة " الزن على الودان " الذى هو أقرب إلى السحر، أستبشر الجميع خيرا بعد أن انزاح ما كان يصوره على أنه الكابوس الرابض على السياسة النقدية بالبلاد . ولكن وما أن تتالت خطوات السيد عامر، والتى افترض فيها بداية الخلاص والتحرر من انغلاق رامز، إلا ونفاجأ بضربات المطرقة تنهال على روءسنا دون رحمة، لنعود متقهقرين إلى ما دون الصفر وذات المربع الغامض المرعب فلا استثمار حقيقى والسوق به سعران لصرف العملات الحرة . ومن تخبط لآخر ، ثم الشروع نحو إجراءات عدة سرعان ما يعقبها أخرى على النقيض منها ، كانت النتيجة هذا الجنوح المروع للاخضر الامريكاني. وفى أركان الدنيا الأربع، تسابقت مئات الشبكات الفضائية تبث فى نشراتها التراجعات الحادة للجنيه المصري، ولأن هناك من هو متربص بالمحروسة أفردت التحليلات ومعظمها أنصب تقريظا ومنتقدا ولم يخل الأمر من دوافع إنتقامية ، أما تلك المحسوبة على جماعة الاخوان وتيارات الإسلام السياسى فحدث ولا حرج وكأن مصر باتت على شفا الهاوية وسقوطها قاب قوسين. صحيح هناك مضاربات متعمدة لا شك فى ذلك، ولكن تلك لا تأتى إلا فى ظل بنيان ضعيف تواصلت فيه أخطاء السياسات المصرفية ، المثير فى الأمر أنه بدلا من الاعتراف بالخطأ راح القائمون عليها يحملون الطرف الخفى وشركات صرافة المسئولية. والآن لمحافظ البنك المركزى العجيب ولجهابذة المال والأعمال، بالله عليكم أجيبوا عن سؤالنا ماذا عسانا أن نفعل؟؟ لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد