أنشأت وزارة السياحة حملة «هذه هى مصر» لترويج للسياحة فى ديسمبر من السنة الماضية ، استخدم المصريون هذه الحملة بالطريقة الخاطئة فعلى سبيل المثال بعض الناس كانوا يصورون القمامة فى الشوارع وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعى مضيفين هاش تاج «هذه هى مصر».بدأ العديد من المصريين فى استخدام هذه الحملة فى إظهار الجانب المأساوى والمشاكل التى يعانى منها الشعب المصرى مثل القمامة ومشاكل متعلقة بحقوق الإنسان المصرى بدلاً من أظهار الإيجابيات مما أدى إلى وصول هذه الصور إلى الخارج وعدم نجاح الحملة كما ينبغي.حملة «هذه هى مصر» كانت تستهدف الشعب المصرى أكثر من أستهدافها السياح الأجانب وهذا مما جعلها غير ناجحة بالقدر المطلوب حتى الآن.الحملة اقتربت من اماكن كان محظورا الاقتراب منها فى الحقيقة مثل بعض الجبال فكان على المصورين أن يظهروا التصاريح التى تمكنهم من دخول هذه المناطق. طبيعى جدا لا يمكن أن نروج للسياحة عن طريق الخداع فالسائحون يمكنهم أن يكتشفوا هذا بسهولة مما سوف يضعف موقف مصر السياحي.من الطبيعى أن تتلقى أى حملة إعلانية العديد من الإنتقادات السلبية مثلما حدث مع هذه الحملة فاختلاف الاراء لا يفسد للود قضية، فبعض الناس اتفقت على إظهار كل ما هو جميل فى مصر وعلى الجانب الأخر بعض الناس الذين قاموا بنشر العديد من المشاكل التى يواجهها الشعب وهذه ظاهرة صحية فى أى مجتمع متحضر.أن مصر بلد عريق به أكثر من ثلث آثار العالم ولكن نحن لا نعرف كيفية تسويقها ولذلك المردود الاقتصادى للسياحة ليس كبيرا ويلعب الإعلام دوراً مؤثراً فى التسويق للسياحة ودعمها من خلال التركيز على تلك المقومات التى تتمتع بها الدولة وفى الوقت نفسه يلعب دورا سلبياً بتكرار الحديث عن السلبيات التى قد تدفع السائح أو منظمى الرحلات السياحية بتغيير وجهتهم فى السفر.وهناك بدون شك تأثيرات سلبية قد لا تقل خطورة على الحركة السياحية تكمن فى عدم الوعى لدى رجل الشارع فى طريقة التعامل مع السائح أو تلك التى تأتى من فوضى الشارع وارتباكه وتكرار حوادث السير التى يروح ضحيتها المئات شهرياً.هذه التحديات وغيرها ليست غائبة عن تقديرات الحكومة وتسعى جاهدة من أجل التغلب عليها لكن دوما تصطدم بتدنى نسب الوعى فى الشارع وبسبب سلوكيات البعض من المتعاملين مع السائح وهى سلوكيات تصدر انطباعات تضر بالحركة السياحية وتسحب من رصيد المقومات المهولة التى تتمتع بها مصر. لمزيد من مقالات ماهر مقلد