من حكمة الكون ان هناك دائمًا الشيء ونقيضه ... وأن الحياة لاتخلو من التضاد فالحسن يظهره القبيح، والظلام لابد وأن يتلوه نور وكذلك الليل لابد وأن يعقبه النهار فلانكاد نري السيئ الا ويتجلي نقيضه ففي الوقت الذي اتجهت الانظار لواقعة شرطي الرحاب ومقتل البائع البسيط سرعان ما بدت قصة أخري تعكس مروءة فرد شرطة آخر من «بلد الكرم « وزميليه الشرطيين بمحافظة الشرقية خفير نظامي باحدي قري مركز منيا القمح دفع حياته وهو يؤدي واجبه رغم أنه لم يكن بعمله أو في طريقه اليه ليجسد بطولة جديدة ونموذجا للشهامة والتضحيه في مواجهة فوضي التجاوز واهدار حقوق الانسان. حامد عياد حامد شريف 32 عاما خفير شرطة نظامي بمركز شرطة منيا القمح والذي هب وزميليه لنجدة آخرين وانقاذهم من براثن مجموعه من البلطجيه واللصوص العابثين بأقوات الآخرين ومصائرهم فدفع حياته وضحي بروحه ثمنا لهذا الفداء تاركا وراءه ثلاثة أطفال في عمر الزهور والرابع في الطريق بلاعائل ينتظرهم المجهول بعد أن لقي نحبه شهيدا لمروءته بينما لا يزال زميلاه يرقدان بالمستشفي في حالة خطرة يصارعان الموت. البداية تعود حينما تلقي اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية إخطارا من اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية بقيام مسلحين مجهولين بقتل الخفير النظامي «حامد عياد حامد» 32 عاما وإصابة شرطيين آخرين من مرافقيه وهما عبد الباري ابراهيم محمد مخبر بالمركز وأمين محمد أمين شرطة من قوة مكافحة مخدرات الزقازيق بأعيرة نارية أثناء توجههم لحضور حفل زفاف دعوا اليه وتبين أنهم كانوا في طريقهم للحفل وفوجئوا باستغاثة أحد أصحاب السيارات لنجدته من المسلحين الذين سطوا عليه واستولوا علي 20 ألف جنيه كانت بحوزته وأثناء ملاحقتهم للجناة سارعوا باطلاق النار فقتلوا الخفير واصابوا زميليه وتمكن الرائد ربيع رئيس مباحث منيا القمح ومعاوناه النقيبان أحمد شكري ومحمود شويخ بإشراف العميد أحمد عبدالعزيز رئيس المباحث الجنائية من تحديد المتهمين وتبين انهم من قرية شلشلمون وتم ضبطهم . داخل منزل الفقيد بقرية العقدة مشهد الموت المهيب مرة أخري يلقي بظلاله علي الجميع حالة من السكون لايقطعها الا مايذرف من دموع كانت هناك عيون الصغيرة شروق نجلة الفقيد وأصغر أطفاله 3سنوات تتابع وتلاحق في صمت كل مايجري وكل من يدلف بالباب تتفحص فيهم وجه أبيها علها تجد اجابة لسؤالها عن سبب غيابه او يعود مرة أخري بعد غياب دام أيام لم تكن تدري له سببا ولاسبب لهذا السواد والبكاء والعويل الذي ملأ منزلهم،ترقد بلا حراك علي ساق والدتها التي أعياها الحزن وملأت عيناها الدموع فتصرخ من أجل اسكاتها وتحتضنها حتي تهدأ قليلا لتعاود مرة أخري تمحصها فيمن حولها أو تعرف سر غياب والدها قبل أن تستغرق في النوم دون اجابة شافية وعبرات مخنوقة يائسة تغادر مقلتيها لتبدأ الاسرة المكلومة الحديث وبدموع الألم والحسرة. قالت الزوجه مالحقش يفرح بولاده كان نفسه يشوفهم أحسن ناس وكان طول عمره يقول هم أملنا وان شاء الله يبقوا أحسن مننا عمره ماقصر في حقنا ولا في شغله أو واجبه وكان شايف أنه طول مابيحسن في عمله ربنا هيباركله في ضناه كان كل همه يربيهم ويعلمهم أحسن علام، احنا ربنا رزقنا ب3أولاد علي 12 سنه وشهد 7سنين وشروق 3 سنوات .