لا يطيق أحد أن ينتقده ، بيد أنه يظل متنمرا له ومضمرا نحوه كل الشر حين تاتى اللحظة المناسبة بعدها ينقض عليه مستخدما كل ما فى يده من وسائل، المثير أنه فقط الذى يملك الحق فى توبيخ الاشخاص سواء كانوا مواطنيه أو اجانب أيضا المؤسسات لا تسلم من لسانه السليط ، لكن أن يحدث العكس فتلك من الكبائر التى لا يمكن أن يغفرها أبدا. كما أنه لا يتحمل أن يكون فى موضع تجاهل خاصة لو كان من لم يعره اهتماما شخصا مرموقا أو كيانا اعتباريا يشار له بالبنان هذا هو جانب من سيكولوجية باديشاه أناضول وسلطانه الأوحد فى القرن الحادى والعشرين. ويبدو أن وزير الخارجية سامح شكرى كان مدركا تماما لطبيعة تلك الشخصية المثيرة للجدل والتى ستظل محل بحث وتمحيص حتى بعد زوالها من فرط غرابتها وتقلبها ونزوعها التسلطى الجامح، فعكف على قراءتها بعناية ولا بأس أن استعان بسيجموند فرويد لفك شفرات النفس البشرية فى تجلياتها السيكوباتية المعقدة. وها النتيجة المثمرة تنطلق على ضفاف البوسفور فى لحن هو أشبه بالسوناتا التى تلقفتها ميديا الغرب قبل الشرق وعشرات مواقع التواصل الاجتماعى تزفها وكأنها بشرى تجلب السعادة للملايين . فبداية الكلمة استهلالة ثم أخذت فى التدرج عارضة موضوعها من خلال مفردات مختصرة بعيدة عن الإنشائية والترهل فى تدفق سريع أنتهى بها الى أن وصلت للذروة بجمل قاطعة وحاسمة، وفى ظنى أن شكرى بدا وأنه استلهم روح السيمفونية الخامسة لبيتهوفن والمعنونة بالقدر، والتى نعت فيها ما كان يوما ما بطلا قبل أن يسقط القناع كاشفا وجهه الديكتاتورى المقيت. ودون أن يسمع تصفيق القاعة هرع الى المطار بعد أن سلم رئاسة القمة الاسلامية فى دورتها الثالثة عشرة للجمهورية التركية التى أسسها مصطفى كمال أتاتورك، تاركا خصمه وقد أصابه الذهول يترجل ممتعضا عبوس الوجه متجهما، فقد شعر بأن دشا باردا نزل عليه، فلم يكن هناك من ينتظره حتى يتسلم منه الأمانة. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد