في الخامس عشر من مايو1948 أعلن ديفيد بن جوريون الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية قيام دولة يهودية علي أرض فلسطين, حسب قرار الأممالمتحدة وحكومة بريطانيا, بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين. وتأتي هذا العام الذكري الرابعة والستون ليوم النكبة الفلسطينية الذي علي أثره شرد نحو مليون من الفلسطينيين, وتحولوا إلي لاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي بلدان العالم. لقد قامت إسرائيل بناء علي وعد, تعهد فيه آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطانية في الثاني من نوفمبر من عام1917 إلي اللورد روتشيلد أول عضو يهودي في برلمان بريطانيا, بتحقيق آمال الصهيونية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين, وهو ما عرف ب وعد من لا يملك لمن لا يستحق وفي خطابه أكد بلفور ضمان المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لجميع السكان بغض النظر عن العرق أو الدين وحماية الأماكن المقدسة لجميع الأديان. فلينظر اليوم بلفور إلي وعده الذي جلب النكبة للفلسطينيين, فطردوا من ديارهم ومنعوا سواء المسلمون منهم أو المسيحيون من دخول القدس للصلاة, واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أطهر الأماكن المقدسة ودنستها, وبات الاعتقال والسجن مفردات ثابتة في القاموس الفلسطيني. وقد ذهب العديد من المراقبين حتي الغربيين منهم, إلي تحذير إسرائيل من مغبة استمرارها في تعنتها, ودفع الكثيرون منهم ثمنا لآرائهم, نذكر من هؤلاء جيني تونج عضو البرلمان عن حزب الأحرار الديمقراطيين البريطاني التي استقالت علي أثر رفضها الاعتذار عن تصريحاتها المدينة للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية, مؤكدة في وقت لاحق أن إسرائيل لن تبقي للأبد إذا ما استمرت علي شكلها الحالي. مما لاشك فيه, أن إسرائيل لن تستطيع الاستمرار في عنادها, فحل الدولة الفلسطينية سوف يظل هو الطريق الوحيد الذي يجب علي إسرائيل أن تسلكه إذا أرادت أن تعيش حقا في سلام, وستظل القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمامات, قضية العرب التي لن تغيب عن الذاكرة حتي يعود الحق لأهله. المزيد من أعمدة مها النحاس