كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن أن وكالة المخابرات المركزية «سى آى إيه» وضعت خطة بديلة بالتعاون مع نظرائها فى المنطقة لتسليح المعارضة المعتدلة لمواجهة الحكومة السورية، وذلك فى حالة انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المستمر فى سوريا منذ ستة أسابيع. ونقلت الصحيفة عن مسئولين قولهم إن الاستعدادات لما يوصف بالخطة «ب» تركز على تزويد المعارضة السورية بأنظمة أسلحة تساعدهم على توجيه هجمات لمواقع طائرات ومدفعية قوات الجيش السوري. وأضافت أن رؤساء الأجهزة المخابراتية فى منطقة الشرق الأوسط بحثوا خلال اجتماع سرى الاستعدادات لهذه الخطة قبيل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم 27 فبراير الماضي، كما أجروا اتصالات فيما بعد لمتابعة هذه الاستعدادات.وأوضح مسئولون أمريكيون أن «سى آى إيه» أبلغت حلفاءها بأنه سيتم تزويد المعارضة السورية بالأنظمة الجديدة فقط فى حالة انهيار الهدنة والمسار السياسى للتوصل إلى سلام دائم، وهى الخطة الرئيسية للإدارة الأمريكية. وفى أول رد على هذا التقرير الإعلامي، قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف إن موسكو لا تعلم شيئا عن الخطة «ب» بشأن الوضع فى سوريا، ولم يناقش أحد مع روسيا أى خطة. ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن ريابكوف قوله :«من وقت لآخر، يظهر حديث عن خطة ما، لا نعلم شيئا عن أى خطط ، ولا أحد ناقشها معنا، ونحن نعمل على وقف الأعمال القتالية، وإذا وجدت هذه الخطة فى شكل انتقال إلى عمل عسكرى ممكن، فإن ذلك يثير قلقا وخيبة أمل كبيرين». جاء ذلك فى الوقت الذى أشارت فيه السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانتا باورز إلى تراجع فى التزام الحكومة السورية بالهدنة وبالسماح بوصول المساعدات مما يهدد عملية السلام. ودعت باورز روسيا إلى ممارسة ضغوط على حليفتها سوريا «لتعود إلى التزامها بتطبيق البرنامج». جاءت تصريحات السفيرة الأمريكية بعد أن أعرب مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دى ميستورا، أمام أعضاء مجلس الأمن فى اتصال من طهران عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة، عن قلقه إزاء تصعيد فى المعارك فى محافظة حلب وأجزاء من محافظة حما ودمشق. وفى جنيف، تستأنف المفاوضات بين دى ميستورا ووفد المعارضة السورية خلال ساعات، وذلك بعد أسبوعين على انتهاء الجولة الأخيرة دون تحقيق أى تقدم حقيقي، وذلك فى الوقت الذى يصل فيه الوفد الحكومى خلال ساعات. وفى تطور مهم على صعيد العملية السياسية فى سوريا، شارك أكثر من ثلاثة آلاف مرشح لانتخاب 250 عضوا برلمانيا، فى ثانى انتخابات تشريعية تجرى فى ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. وفتح الاتحاد العام للنقابات أبوابه لاستقبال الناخبين، ووضعت مائدتان عليهما صندوقان وسط صورة ضخمة للرئيس بشار الأسد وتمثال ذهبى لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأدلى الرئيس وزوجته بصوتيهما فى مكتبة الأسد فى دمشق.