الفكرة جاءت من أمنية لحلم المستقبل كتبها معظم اطفال بلا مأوى عندما طلب منهم كتابة احلامهم والإجابة عن سؤال (نفسك تشتغل ايه لما تكبر؟) فى استمارة بيانات قامت بها وزارة التضامن من خلال آخر استطلاعات الرأى لوضع استراتيجية قومية لحماية هذه الفئات من الاطفال وتوفير سبل الامن والأمان لهم. جاءت لعبة كرة القدم واللاعب المحترف فى المكانة الاولى من بين أحلامهم، التى سعت وزارة التضامن الاجتماعى لتحقيقها حتى يشعروا بأن الدولة تسعى لاحتضانهم وتحقيق احلامهم ، ومن هنا قررت غادة والى وزيرة التضامن العمل تحقيق هذه الأمانى وإعطائهم الفرصة لتحقيقها وبالفعل قامت بالتعاون مع وزارتى الشباب والرياضة والثقافة، وتم الاتفاق مع الكابتن حسن شحاتة ومساعده الكابتن حمدى نوح لاختيار الموهوبين لإطلاق اول دورى لهم تحت عنوان (لعيبة بلدنا) برعاية وزارة الشباب والرياضة بمركز شباب الجزيرة ، بل واتفقت غادة والى مع الفنان المايسترو سليم سحاب لاحتضان المواهب الفنية عند هؤلاء الأبناء وأقيم لهم حفل فى الأوبرا بحضور وزراء ومحافظين لتشجيع هؤلاء الاطفال وغرس روح الانتماء للو طن، والاهم مد جسور الثقة بينهم وبين الدولة حتى لا يتم استغلال هذه الفئات، فلم تكتف الدولة بتحقيق الأحلام بل وضعت استراتيجية لضمان الحفاظ على مستقبلهم. إستراتيجية جديدة لو انتقلنا لبرامج الحماية الاجتماعية للأطفال سنجد دور الوزارة من خلال المركز القومى البحوث الاجتماعية والجنائية ، حيث أكدت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى أن الوزارة منذ أكثر من عام ونصف بدأت فى وضع برامج متخصصة لمواجهة ظاهرة »أطفال بلا مأوي«، وتم عمل المسوحات اللازمة بالتعاون بين المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومى للأمومة والطفولة والجمعيات الأهلية والمجلس القومى للمرأة بهدف حصر أعداد هؤلاء الأطفال وأماكن وجودهم. وبالفعل تم عمل اول حصر ميدانى دقيق لعدد وأوضاع اطفال الشوارع ورصد احتياجاتهم لأول مرة، الأمر الذى جعل الوزارة تقدم لهم برامج اكثر تطورا وفقا لرغباتهم وإحلامهم المستقبلية فى تحقيق الأمان. حل جذري وقالت إن الوزارة قررت أن تتعامل مع قضية الأطفال بلا مأوى بالعمل على حل جذور المشكلة وتجفيف منابعها، حيث قمنا بشكيل فرق للشارع هدفها الوصول لهؤلاء الاطفال فى أماكنهم بالشوارع أو تحت الكبارى لمساندتهم وتلبية احتياجاتهم، ويأتى قى مقدمتها ايجاد مأوى آمن لهم، فهذه الفئة ليس لديها أسر، وهو مشروع تقدمنا به للحصول على تمويل من صندوق تحيا مصر بنحو 114 مليون جنيه، وخصصت الوزارة من جانبها نحو 50مليون جنيه لمكافحة هذه الظاهرة، لتطوير المؤسسات الايوائية لهؤلاء الاطفال بالتعاون مع 19 جمعية أهلية لها خبرة فى التعامل على حماية اطفال الشوارع بحيث تصبح جاذبة لهم سواء بالزيارة اليومية او الإقامة الدائمة، بالاضافة للعمل لتدريبهم على الحرف والمهن المختلفة واعادتهم من التسرب من التعليم، وحقهم فى ممارسة الرياضة من خلال دورى لعيبة بلدنا، وفرقة موسيقية بقيادة الموسيقار سليم سحاب. ومن ناحية أخرى تعمل الوزارة لرعاية الاطفال من الفئة الثانية وهم الذين لديهم اسر ولكن اضطرتهم الظروف الاجتماعية لترك منزل الاسرة الى الشارع، فهذه الفئة نعمل لإعادتهم لأسرهم وتقديم مساعدات لتلك الاسر من الضمان الاجتماعي، وتوفير فرص عمل حتى لا يضطرهم الفقر لعودة أبنائهم للشارع مرة أخري. برامج الدعم الاجتماعي من جانبه يوضح محمد عشماوى المدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر أن التعاون مستمر مع التضامن فى اطار برامج الدعم الاجتماعى والاقتصادي،فقد رصد الصندوق حوالى 114 مليون جنيه للمشاركة مع وزارة التضامن الاجتماعى لتنفيذ مشروعها لحماية اطفال الشوارع (أطفال بلا مأوي) وهو المشروع الذى تقوم به الوزارة بهدف عمل حصر شامل لأطفال الشوارع بجميع المحافظات من خلال انشاء مرصد لمتابعة الظاهرة وقياس التغييرات المرتبطة بها، وسيتم وضع نظام معلومات متكامل بالأرقام وفقا للنظام الجغرافى للمحافظات التى تتزايد فيها ظاهرة اطفال الشوارع ورصد أسبابها حتى يتم عمل التسويق المجتمعى للقضية ومشاركة المجتمع فى الرقابة والعلاج، وفى الوقت نفسه يقوم المشروع بتطوير قدرات 36 من مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتطوير البنية التحتية ومدة ادارة المشروع من عام 2015 وحتى عام 2018 وتنفذه الوزارة بالتعاون مع وزارات الشباب والرياضة والداخلية والعدل والصحة والتربية والتعليم والاتصالات والمجلس القومى للأمومة والطفولة. تشجيع الموهوبين وفى اطار عمل وزارة التضامن على تحقيق احلامهم والشعور بطفولتهم مثل من فى سنهم وقد نظمت الاحتفال تم خلاله تقديم العديد من العروض الفنية والغنائية التى عبر بها الأبناء عن احلامهم فى غد افضل قادر على تحقيق آمالهم للمستقبل بنظرة مختلفة متفائلة، وقد قدمت الوزيرة غادة والى والمايسترو سليم سحاب فعاليات الاحتفال الختامى لدورى »لعيبة بلدنا« والذى أقيم على ارض مركز شباب الجزيرة بمشاركة 8 جمعيات لرعاية الأطفال بلا مأوي، حيث أشادت غادة والى بمستوى الأبناء وتعهدت بدعمها الكامل لهم فى تحقيق احلامهم وتوفير كامل الحماية والأمان لهم، وان ذلك يحتاج الى العمل الجاد والاستمرارية، كما استمعت للأبناء وآمالهم ومشاكلهم واصرت على تلبية رغبة احدى الأبناء من ذوى الاحتياجات الخاصة والتى طلبت مقابلتها حيث حرصت على حضور المايسترو سليم سحاب لتشجيع المواهب الفنية ، خاصة أن الهدف من البرنامج هو توفير آلية لجذب الأطفال من الشارع نحو الاقامة بمؤسسات الرعاية واكتشاف الطاقات الكامنة لديهم لاعادة دمجهم فى المجتمع، وأوضحت أن الدورى يهدف الى تدريب الأبناء الموهوبين منهم لإشراكهم فى الأندية المصرية وتغيير الصورة الذهنية لدى المجتمع نحو الأطفال بلا مأوى وخلق نماذج ايجابية منهم . لعيبة بلدنا تجدر الاشارة الى أن تنفيذ الدور الأول من مسابقة »لعيبة بلدنا »بدأ فى مارس من العام الماضى بمشاركة 8جمعيات ومنظمات مجتمع مدنى بعدد 160طفلاً بمركز شباب الفسطاط، وقد تم تنفيذ 70 مباراة خلال الدور الأول و52مباراة خلال الدور الثانى وسجل عدد الأطفال المشاركين زيادة كبيرة حيث وصلوا الى 584طفلاً حيث تم جذب 180طفلاً من الشارع وذلك خلال المرحلة الأولي، كما شارك 134طفلاً من الاطفال المقيمين بالجمعيات المشاركة بالمرحلة الثانية من الدوري، كما شهد الدورى مشاركة 52طفلاً بلا مأوى تمهيداً لضمهم بمؤسسات الرعاية الاجتماعية أو الأسر. وقد حرصت الوزيرة وجميع الحضور من لاعبى كرة القدم والفنانين واعضاء مجلس النواب على تكريم الفرق الأولى الفائزة بالمراكز الأولى من البراعم والشباب، كما تم تكريم أحسن لاعب، وأحسن حارس مرمى وهداف الدورى وتم توزيع شهادات التكريم والميداليات عليهم. خبرات دولية ولم تكتف الدولة بما تقدمه من خلال الاستراتيجية القومية بل تفتح أبواب تبادل الخبرات مع الجهات الدولية التى تعمل على حماية هؤلاء الفئات وكان آخرها منذ ايام بالتعاون بين وزارة التضامن الاجتماعى ومنظمة ساموسوسيال (الإنقاذ الاجتماعى الدولي) والوكالة الفرنسية للتنمية، بحضور اندريه باران سفير فرنسا بالقاهرة واكزافييه امانويللى رئيس مؤسسة ساموسوسيال الدولية وستيفانى لافرنشيى مدير الوكالة الفرنسية للتنمية فى مصر وممثلى صندوق تحيا مصر ووزارة الصحة وبعض أعضاء البرلمان الذين أبدوا اهتماما بقضية الأطفال بلا مأوي. وذكر اندريه باران سفير فرنسا بالقاهرة أن التعامل مع أطفال بلا مأوى الآن له مردود إيجابى على شباب الغد، وأنه من الضرورى توفير المأوى والتعليم والتدخل الصحى لحماية هؤلاء الأطفال، كما تحدث عن دور الوكالة الفرنسية للتنمية. واستعرض رئيس ساموسوسيال تاريخ نشأتها ومحاور العمل بها، مؤكدا التعاون مع منظمات المجتمع المدنى المصرية والدولية. وقد ناقشت الجلسات سبل دعم تبادل الخبرات المحلية والدولية لساموسوسيال وأدوات تطوير الخدمات التى تناسب الاحتياجات والخصائص الخاصة للأطفال والشباب فى ظروف الشارع ، كما تناول الحضور الآثار المترتبة على عملية الاستبعاد الاجتماعى لهؤلاء الأطفال ورصد وتقييم الخدمات الطبية والاجتماعية والنفسية المقدمة لهم.