أكد الدكتور حسن عباس مدير جامعة أم درمان الإسلامية، أن مصر لها فضل كبير وديْن مستحق على السودانيين، وأن العلاقة بين الشعبين هى علاقة رحم. وقال إن العلاقات بين الأزهر وجامعة أم درمان هى علاقة أزلية وقديمة، منذ أن كانت جامعة أم درمان معهدا علميا قديما قائما بذاته منذ عام 1912، ونتطلع فى الجامعة إلىأن نقوى علاقتنا بالأزهر فى مجال التبادل العلمي، وفى مجال أساتذته الزائرين، ومجال إرسال الدعاة من الأزهر إلى السودان ليسهموا فى الدعوة الإسلامية على نطاق الجماهيرية. جاء ذلك فى حوار خاص ل : “ الأهرام” على هامش مؤتمر دور الإعلام فى التصدى للإرهاب الذى انعقد بأسيوط فى مارس الماضي، وحضره رؤساء الجامعات العربية والإفريقية.. وإلى نص الحوار: ماذا عن زيارتكم مشيخة الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف المصرية، وما أوجه التعاون فى المجالات الدينية؟ وماذا عن المناهج الأزهرية التى تقومون بتدريسها فى جامعتكم؟ إن مصر لها فضل كبير وديْن مستحق علينا نحن السودانيين، ونحن اليوم نريد أن نعيد العلاقات القوية بين الشعبين المصرى والسودانى التى هى علاقة رحم. وهناك مجالات كثيرة لتبادل الخبرات والتجارب بين أساتذة وطلاب جامعة أم درمان والجامعات المصرية بوجه عام، سواء فى التدريس أو البحث العلمى أو خدمة المجتمع فى البلدين الشقيقين. وزيارتى مشيخة الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف المصرية تأتى فى إطار التعاون وتوطيد العلاقات بين مصر والسودان فى المجالات التعليمية والدعوية، فالأزهر له دور كبير وجهود ملموسة فى نشر وسطية الإسلام، ومواجهة الفكر المتطرف، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو حصن الأمة ومرجعيتها الأولي، وفضله على العالم الإسلامى كبير. والأزهر من أفضل الجامعات الإسلامية، وازددت قناعة بدور الأزهر فى نشر الوسطية والاعتدال من خلال المناهج الذى يدرسها الأزهر، خاصة أننا ندرس المناهج نفسها، وكثير من أساتذة أم درمان يأتون من الأزهر، وأيضا عدد كبير من السودانيين نالوا الدكتوراه من جامعة الأزهر، فهناك علاقات وتواصل علمى قديم منذ تأسيس جامعة أم درمان الإسلامية منذ عام 1912 حينما كانت معهدا علميا قائما بذاته فى السودان، وهى نفس مناهج الأزهر، وتقوم على المرحلة الابتدائية والثانوية والعليا، ويمنح شهادة العالمية (من كلمة عالم) وهى تعادل الليسانس فى النظام الفرنسى أو البكالوريوس. ماالذى حد من العلاقة خلال الفترة السابقة؟ التعاون الدينى ظل ولكن خفت قليلا لأمور عادية، وهى أن جامعة أم درمان تطورت، فاستقلت وأصبح بها عدد كبير من الأساتذة، وكان يفترض أن يستمر التعاون وفى مرحلة عندما ساءت العلاقات فى عام 1995، بدأت العلاقات تتأثر شيئا، وبالتالى تأثر المجال العلمى، وتحتاج العلاقات لمن يحركها، لأننا كنا فى غاية التشوق لعودة هذه العلاقات وبقوة، وبدأنا فى التركيز على الدراسات الإسلامية ثم اقتفينا أثر الأزهر فى إنشاء الكليات التطبيقية، ولدينا الكليات الأساسية التى قام عليها المعهد، كلية أصول الدين والشريعة والقانون وكلية الدعوة الإسلامية، وأخيرا كلية اللغة العربية، وهذه الكليات الأربع الذى يتخرج فيها الأئمة والمدرسون والقضاة، ونشأت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والاختلاف كما يعرف فى جامعة الأزهر بالمتطلبات، ويجمع بيننا فقه المعاملات وفقه العبادات ومقاصد الشريعة الإسلامية، والآن زادت قنوات التواصل بين الأزهر والسودان على مستوى أكبر مما شهدت الفترة الماضية التى أشرنا إليها. وينبغى أن نركز على ما يجمع وليس على ما يفرق، ونريد أن نتحدث سويا فى الفكر والعلم، وهناك ثوابت فى الإسلام لا ينبغى أن نختلف عليها، وليعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه. كما أننا نركز على الفكر المعتدل ونبذ المتطرف. ووعدنا شيخ الأزهر بالمنح العلمية والبحوث المشتركة فى القضايا التى تؤرق المسلمين، وقضايا الغلو والتطرف وقضايا الشباب التى تزج بهم فى التطرف، وضرورة التواصل ووضع آلية بين الأزهر والجامعة الإسلامية، وبدأنا التفعيل حينما سلمنا الدكتور إبراهيم الهدهد مذكرة تفاهم بين جامعة الأزهر وجامعة أم درمان الإسلامية فى مجال تبادل الأساتذة والبحث العلمى المشترك وتبادل الطلاب الوافدين الخارجيين، والأساتذة الزائرين، وسلمناه النسخة ووعدنا بالدراسة لهذه المذكرة المهمة، وسيقوم بإبداء الملاحظة ثم يتم توقيعها وتفعيلها. ما الدور الذى تلعبه جامعة أم درمان الإسلامية فى خدمة المسلمين؟ نحن فى الجامعة حرصنا على نشر الدعوة وإرسال القوافل الثقافية وفتح المراكز الدينية فى دارفور، وأهم الأهداف الأساسية الدعوة إلى الله، والتسامح، ونبذ الفرقة والتنازع، وذلك اهتداءً بما قاله الله عز وجل فى قوله تعالي: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.....) أما صراع القبائل فهو موجود فى دارفور بصفة خاصة، وجاءت الدعوة لنبذ الفرقة وحرمة دم المسلم، لا ينبغى للمسلمين أن يتقاتلوا لأن هذه معارك قبلية، فالجامعة دخلت عن طريق الأساتذة فى محاولات عديدة للصلح، وقامت بعقد ندوات ومحاضرات توضح منهج الإسلام فى منع النزاعات وحلها، وأن الإسلام لديه آليات لمنع النزاع ابتداءً من بدايته، ولدينا مركز السلام وتحليل النزاعات للقيام بالصلح بين القبائل وتنظيم الندوات، والمحاضرات عن طريق المجهود الشعبي. ما زال البعض يعلق آمالا على الغرب لعلاج مشكلاتنا، فما رأيك؟ الغرب لا يريدون لنا التطور أو الاستقرار، ويعملون بسياسة فرق تسُد، فمن الذى يمد “داعش” بالسلاح والمال، ويريدون لنا التقسيم، وتفتيت المفتت، ويريدون الآن فصل دارفور، ولذلك يجب أن تتحد كلمتنا، وهى مسئولية، ولكن المشكلة أننا نعلم هذا وننفذ مخططات الغرب، وأرى أن الإعلام له دور كبير فى ذلك.