من يعود الى التاريخ يجد أن جميع ملوك السعودية بدءا من المؤسس الأكبر الملك عبدالعزيز آل سعود مرورا بخلفائه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله وأخيرا سلمان التقوا برؤساء مصر فى القاهرة أو السعودية بداية من محمد نجيب الى الرئيس عبد الفتاح السيسى باستثناء الرئيس الأسبق محمد مرسى. وقد كان للملك فاروق دور مهم فى ارساء علاقة البلدين وازالة آثار حملة ابراهيم باشا على الدرعية (1816) ففى يناير 1945 زار السعودية والتقى لأول مرة بالملك عبد العزيز وصدر بيان سعودى رسمى يقول : سجل التاريخ حدثا من أروع أحداثه وذكرى من أجمل ذكرياته اذ تلاقى الملكان الأخوان ، جلالة الملك فاروق وجلالة الملك عبد العزيز على صعيد الأرض المقدسة وعلى مرأى من جبل رضوى الشامخ فى ساحة ينبع . وانه ليحق للمسلمين جميعا أن يغتبطوا بلقاء ملكين عظيمين من ملوكهم فى الأرض المقدسة . كما أن العرب فى المشرق والمغرب سيستقبلون بذلك عهدا من التعاون والاتحاد والعزة . وقد رد الملك عبد العزيز لفاروق زيارته فى يناير من العام التالى 1946 على اليخت «المحروسة» الذى أرسله فاروق الى ميناء جدة ليقله الملك عبد العزيز الى مدينة السويس حيث جرى له استقبال شعبى كبير. ومن السويس استقل القطار الملكى الى القاهرة وكانت أول مرة يركب فيها قطارا . وبلغ من اعجابه به أنه فور عودته الى السعودية أنشأ خط سكة حديد بين الرياض والظهران . وفى هذه الزيارة التى استمرت 12 يوما ومن خلال الحفاوة البالغة التى احتفى فيها فاروق بالملك عبد العزيز واستقبال الشعب للملك السعودى فى كل مكان ذهب اليه ومر بينهم وتحدث اليهم وتحدثوا اليه ، بدأت علاقات السعودية ومصر على أسس قوية جعلت مؤسس المملكة العربية السعودية يوصى أبناءه بمصر . وكان من أكثر ماقيل بعد ذلك أن الملك عبد العزيز أوصى أولاده قائلا لهم : تطلعوا الى مصر فانها إن قامت قمتم ، واذا وقعت وقعتم . وللإنصاف ورغم خلافات جرت إلا أن علاقات السعودية ومصر ظلت هرما ثابتا بين البلدين . [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر