الخصام بين الرجل والمرأة سلاح ذو حدين، وعلى الرغم من سلبياته فهو مفيد للعلاقة الزوجية إذا ما احترمت آدابه!لكن المشكلة فى كيفية إدارة شئون البيت من كلا الطرفين الزوج والزوجة خلال فترة الغضب والخصام، وهل يتم إعلان حالة الطوارئ فى البيت.. أم يحتفظان بغضبهما داخل الغرف المغلقة؟ فى البداية نحاول الاقتراب من بعض تجارب الإختلاف والخصام الزوجى سعاد الصاوى تحدثت قائلة: عندما أتشاجر مع زوجى تكون فترة شديدة الصعوبة على كل من فى البيت لأننا لا نكتم مشاعرنا، ويتصرف كلانا بتحد للآخر.. وأعرف أن هذا خطأ لكن لا أستطيع تغييره. والحل يأتى دائماً عندما نجلس ونتصافى ونفتح صفحة جديدة.. لكن فى وقت الغضب والخصام وكأننا أعداء تحت سقف واحد!! شيرين وجدى.. ربة بيت تقول: خلافاتى الزوجية كثيرة وكلها أمور تافهة، كأن ينسى زوجى شيئاً طلبته منه، أو أحرق طعاماً فيعلو صوته فأخاصمه، ولهذا فإن أسلوبنا فى التعامل معا متحضر جدا حيث لا نتحدث سويا ولكن كل شئ فى البيت يسير بصورة طبيعية، لكن نفتقر روح الدعابة والضحك ونعيش أياما فى روتين خانق حتى أقوم بمصالحته لأنهى حالة التوتر وأخبره أننا يجب أن نتصالح ليحدث الخلاف التالى كما هى عادتنا!! مجيدة الدالى موظفة.. ترى أن أسلوبها فى الخصام اختلف بسبب كبر الأولاد ففى الماضى كانت تأخذ موقفا من كل شى وتعلن حالة العصيان لكن اكتشفت أن هذه الأمور تجعل الأولاد يدركون أن هناك مشكلة ويبدأون فى استغلال كل طرف على حدة لتلبية مطالبهم، فبدأت تتنازل وتتحمل انفعالات زوجها التى لا تنتهى لتغلق على أبنائها أبواب الاستغلال وحاليا تعلمت سياسة «تكبير الدماغ».. و أياً كانت المشكلة وسببها وكيفية تعامل زوجها معها فإنها تصمت لتمر الأزمة بهدوء. كيف يتصرف الرجال ؟ طه السويفى موظف يقول: الظروف الاقتصادية الصعبة جعلتنا متوترين ونفتعل المشاكل على أتفه الأسباب ودائما يعلو صوتى وأترك البيت غاضبا ولكن عندما أعود أنسى سبب الخلاف وأحيانا يمر الموضوع وأحيانا آخرى أجد زوجتى غاضبة ومصرة على إكمال المشاجرة فتعلن حالة طوارئ لا تنتهى إلا إذا مرض أحد الأبناء أو جاءتنا أى فاتورة فننسى الشجار ونتذكر ظروفنا المالية الصعبة. هاشم صالح محاسب يحكى.. أنا و زوجتى لنا نظام خاص فهى انة خالتى وتربينا معاً منذ الطفولة، تربطنا قصة حب وصداقة فلذلك حينما نتشاجر نتوقف عن الحديث مع بعضنا البعض ولكن لا يقصر أحد فى طلبات الآخر وهذه الطريقة تجعلنا يشتاق كل منا للآخر وبعد يومين على الأكثر نتصالح دون أن نتحدث فى سبب الشجار ثانية. الحل السليم د. زينب شاهين أستاذة علم الاجتماع تحدثت عن ذلك قائلة: العلاقة الزوجية واحدة من أهم العلاقات الاجتماعية فعلى أساسها يتم بناء كيان مجتمعى متكامل، من هنا كان من الضرورى أن تبنى على أسس وقواعد واضحة ومحددة وأن تكون فيها مساحات واسعة من الآراء المختلفة من قبل كلا الزوجين، ومن أفضل أساليب استمرار هذه العلاقة أن يضع لها الزوجان منهاجا واضحا يسيران وفقا له، لأن العشوائية فى الأفعال فى العلاقة الزوجية ينشأ عنها الكثير من سوء الفهم والمشكلات.. فالخلافات الزوجية شئ عادى بل وضرورية أحيانا بمعنى أنه من الصعب أن يوافق أحد الطرفين على كل ما يأخذه أو يفعله الطرف الآخر من قرارات دون اعتراض بدعوى أن ذلك فى صالح العلاقة بل على العكس فهذا مؤشر لاحتمال انهيارها فى أى لحظة لأنها ليست علاقة تبادلية متكاملة يحترم فيها كل طرف آراء وأحاسيس الطرف الآخر لذلك فالخلاف والشجار قد يكون أمراً صحيا إذا تم التعامل معه بوعى اجتماعى وأسرى وتربوى. فمثلا فى السنة الأولى للزواج يكون الزوجان بمفردهما فبالتالى عندما يختلفان قد يتوقفان عن الحديث أو تناول الطعام سويا.. ولكن بعد وجود الأولاد يجب أن ندرك أن هناك كيانا أسرياً نحن كزوجين مسئولان عن إرشاده وتوجهيه وهذا الإرشاد لا يتوقف وقت الغضب الزوجى ومن هنا علينا أن نغير أسلوب تعبيرنا عن الغضب من الآخر وكلما كان الغضب بشكل متحضر ودون أن يشعر به أحد كان من السهل تصفية النفوس وإزالة سبب الخلاف، أما العناد والقيام بتصرفات تشعل الطرف الآخر فإنها تزيد الخلاف اشتعالا. و آخيرا وليس آخرا فيجب ألا نجعل أبنائنا إحدى وسائل إشعال المعركة العائلية بل يجب أن نتذكرهم فى كل لحظة غضب، لأن ذلك سيساعد على التهدئة، كذلك يجب أن يجلس كلا الزوجين مع نفسه ويتذكر أكثر ما يحبه من تصرفات فى الآخر. فذلك يساعده على تهدئة نفسه وتقبل أى ترضية يقوم بها الآخر.