فى ظل حالة الاستنفار المسيطرة على العالم فى أعقاب هجمات بروكسل الثلاثاء الماضي، اعترف وزير الداخلية البلجيكى جان جامبون بتقصير بلاده فى مواجهة الإرهاب، قائلا إن الإهمال الذى اعترى قوات الأمن والشرطة على مدار العقود الماضية أدى إلى قصورها فى مواجهة الهجمات الإرهابية الأخيرة. وأضاف جامبون أنه بالرغم من إنفاق الحكومة البلجيكية خلال العامين الماضيين نحو 600 مليون يورو فى تطوير الخدمات الأمنية بالبلاد إلا أن الأمر يحتاج إلى وقت حتى تصبح تلك الاستثمارات ملموسة على الأرض، مؤكدا أن الاستعانة بالمختصين والمعدات اللازمة لا يمكن يحدث فى أسابيع أو حتى شهور. من جانبها، وجهت النيابة الفيدرالية البلجيكية تهمة «ارتكاب عمل إرهابى بهدف القتل» إلى مشتبه به جديد قد يكون الشخص الثالث الذى شارك فى الهجوم على مطار العاصمة البلجيكية الثلاثاء الماضي. وقالت النيابة الفيدرالية فى بيان إن الشخص يدعي»فيصل.ش»وجرى اعتقاله الخميس الماضى لكنها لم تحدد ما إذا كان هو نفس الرجل الذى كان يرتدى قبعة فى مطار زافنتم وظهر فى صور كاميرات المراقبة بجانب صورة الانتحاريين الآخرين التى تداولتها وسائل الإعلام.لكنها أوضحت أن مداهمة منزل «فيصل ش» لم تسفر عن العثور على أسلحة أو متفجرات. وفى هذا الصدد، أشارت مصادر قريبة من التحقيق إن «هذه فرضية المحققين»، لكن مازال البحث جاريا عن الرجل الثالث الذى وضع حقيبة العبوة الناسفة فى المطار قبل مغادرته. وكانت سائل الإعلام البلجيكية عرفت فيصل باسم»فيصل شيفو» ووصفته بأنه «رجل القبعة» بعد أن ظهر فى لقطة لكاميرات المراقبة مع شخصين آخرين. ويعتقد أن الشخصين الآخرين «أبوبكر إيه» و»رباح إن» اللذين ظهرا معه فى الصورة قد فجرا نفسيهما. فى سياق آخر، اتهم الإدعاء العام البلجيكى شخصا ثانيا بالتورط مع جماعة إرهابية لتنفذ هجمات على فرنسا، أحبطتها السلطات الخميس الماضي. وقالت وكالة أنباء «بلجا» البلجيكية للأنباء أن الشخص المعتقل يدعى «عبد الرحمن.إيه» وأنه معتقل منذ أمس الأول، لكن تم تأجيل توجيه التهم له بسبب إصابته بطلق نارى خلال مداهمه رجال الشرطة لضاحية بروكسل «ستشايربيك». على صعيد آخر، لقى حارس أمن يعمل بمحطة نووية بلجيكية مصرعها لخميس الماضى لكن دون شبهة جنائية أو إرهابية وراء الحادث. وقالت متحدثة باسم الشرطة إنها لا تستطيع التعليق لأن تحقيقا يجرى فى هذا الشأن. ومع حالة التأهب القصوى التى تشهدها بلجيكا بعد الهجمات الأسبوع الماضي،ركزت تقارير وسائل الإعلام على المخاوف من احتمال سعى الإرهابيين لامتلاك مادة نووية أو التخطيط لشن هجوم على موقع نووي. وقالت صحيفة «ديه.أتش»البلجيكية إن الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم الثلاثاء الماضى كانوا يفكرون أصلا فى استهداف موقع نووى لكنهم اضطروا بعد اعتقال عدد من المشتبه بهم للإسراع بالعملية وحولوا تركيزهم إلى نقاط فى العاصمة البلجيكية. وفى أواخر العام الماضي، عثر المحققون على شريط مصور يتعقب تحركات رجل مرتبط بالقطاع النووى فى البلاد وذلك خلال تفتيش شقة فى إطار التحقيق فى هجمات باريس.