تختتم اليوم بمدينة شرم الشيخ اعمال المؤتمر الخامس لوزراء دفاع دول الساحل والصحراء بحضور وزراء دفاع وممثلى 27 دولة عربية وإفريقية وبعض دول شمال المتوسط، وتتضمن التوصيات النهائية إنشاء القوة العسكرية المشتركة لدول التحالف فى مجال مكافحة الارهاب، وتحديد المقر لتلك القوة ومهامها، وكيفية التدخل، بالاضافة الى استراتيجية الدول فى مواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذا تجارة البشر والهجرة الغير شرعية. وكانت الجلسة الرئيسية للمؤتمر قد افتتحت أمس، وألقى الفريق اول صدقى صبحى وزير الدفاع والانتاج الحربى القائد العام للقوات المسلحة كلمة رحب فيها بالضيوف، وجاءت الكلمة كما يلي: السيدات والسادة اسمحوا لى بداية أن أعرب باسمكم عن إدانتنا الكاملة للاعمال الارهابية التى ضربت مؤخرا العديد من دول التجمع كما أعلن عن إدانتنا بأشد العبارات للاعمال الارهابية الخسيسة التى ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل، وان انقل نيابة عن اجتماعنا اليوم رسالة تعزية وتضامن مع اسر الضحايا الابرياء وأدعو حضراتكم للوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء الانسانية جميعا وارواح ضحايا الارهاب الغادر . أصحاب المعالى السادة وزراء الدفاع لدول تجمع الساحل والصحراء - السيد ابراهيم سانى أبانى امين عام تجمع الساحل والصحراء بالإنابة - السادة الضيوف الكرام - السيدات والسادة. أشرف اليوم أن أكون معكم بوطنكم الثانى مصر وعلى ارض سيناء الحبيبة وفى مدينة شرم الشيخ رمز الأمن والسلام ممثلا لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة الباسلة التى تعتز وتفخر بالانتماء للقارة الإفريقية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما لروابط الهوية والعلاقات الأزلية وملحمة النضال المشتركة لشعوبنا ووحدة المصير والمستقبل الواحد فى التنمية والأمن ففى الأمس القريب احتضنت شرم الشيخ مؤتمرا للتنمية بإفريقيا واليوم تحتضن اجتماعا لتعزيز الأمن. السيدات والسادة بداية نود الإعراب جميعا عن خالص التقدير لجمهورية تشاد الشقيقة بقيادة فخامة الرئيس إدريس ديبى للجهود التى تبذلها حكومة وشعبا من أجل إعادة تفعيل التجمع وتعزيز آلياته للتعاون فى التنمية ومواجهة التحديات الأمنية فى فضاء التجمع ودوله بما فى ذلك عقد الاجتماع الاستثنائى لوزراء خارجية دول التجمع على هامش الدورة الثامنة والعشرين للمجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى بأديس أبابا فى يناير 2016. ولا يفوتنا أيضا أن نعرب عن تقديرنا البالغ للأمانة الفنية لتجمع الساحل والصحراء على التعاون الوثيق فى الإعداد والتحضير لعقد هذا الاجتماع لتحقيق الاهداف المرجوة. السيدات والسادة نجتمع اليوم وكلنا امل فى أن يكون ما نقوم به يمثل نقطة بداية هامة فى تاريخ التكامل والعمل المشترك داخل تجمع الساحل والصحراء. فهذا الاجتماع يأتى فى لحظة هامة وفارقة بمسيرة التجمع لحظة تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدى أمام شعوبنا وحكوماتنا. لحظة تتطلب التعاون والتنسيق والتكامل والعمل على تطوير آليات العمل المشترك لتحقيق الامن والاستقرار بامتداد فضاء الساحل والصحراء كضمانة أساسية لإزالة جميع معوقات التنمية المستدامة التى هى الهدف الاستراتيجى الذى نسعى جميعا للوصول اليه تحقيقا لرفاهية وازدهار وتقدم شعوبنا ودولنا. قوات تأمين المؤتمر فى حالة استعداد تام السيدات والسادة إن ما تشهده القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء تجمع الساحل والصحراء فى السنوات الاخيرة من تطورات بات يطرح العديد من التحديات والتهديدات التى تستهدف أمن أوطاننا وتعرقل خطط التنمية التى نصبو جميعا لتنفيذها. ولا جدال فى ان الإرهاب والتطرف بات يشكل تهديدا قويا امتد بتداعياته لكل بقاع العالم واستهدف بعملياته البغيضة المدنيين الأبرياء دون تفرقة أو استثناء لدولة أو منطقة أو اقليم وهو ما يؤكد حتمية العمل المشترك الإقليمى والدولى لهزيمة هذه التنظيمات الارهابية التى نستمد أفكارها من منبع واحد. ففى السنوات ألاخيرة لم يصبح الارهاب والتطرف ظاهرة دخيلة على القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء الساحل والصحراء بعد أن صارت دول وشعوب المنطقة تعانى من حدة العمليات الارهابية وباتت مسرحا لأنشطة العديد من الجماعات الإرهابية يمتد من شمال وشرق القارة إلى غرب ووسط القارة تتزايد تعقيدات هذا التهديد مع ارتباطه بالصور الأخرى للجريمة المنظمة عابرة الحدود مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريب البشر والاختطاف والتى تشكل فى مجموعها مصادر التمويل والتسليح للجماعات الإرهابية أيضا أصبحت العمليات فى الفضاء الألكترونى عنصرا شديد الخطورة سواء فى تنفيذ الجريمة المنظمة العابرة للحدود او فى تصاعد وانتشار الارهاب والتطرف بالترويج للأفكار المتطرفة والتجنيد والتدريب والتسليح والتغلب على الإجراءات الامنية لتنفيذ العمليات. السيدات والسادة أدانت مصر جميع العمليات الإرهابية التى استهدفت الدول الشقيقة والصديقة وأكدت حرصها على التعاون ودعم جميع المبادرات والمشروعات الإقليمية والدولية التى تسعى لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء بصفة خاصة على الإرهاب والتطرف، وذلك من منطلق القناعة المصرية بضرورة تضافر وتكاتف كل الجهود الاقليمية والدولية لتصب فى استراتيجية واحدة تكون قادرة على هزيمة الارهاب والتطرف وإدراك أن النجاح فى تحقيق هذا الهدف يتطلب العمل من خلال مقاربة شاملة لا تستثنى ايا من التنظيمات ولا تقتصر على العمليات الأمنية والعسكرية وإنما تشمل أيضا نواحى التنمية البشرية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية وتجديد الخطاب الديني. السيدات والسادة ان اجتماعنا اليوم يمثل فرصة تاريخية لاستعراض وتقييم الدراسات والوثائق الخاصة بتطوير العمل فى الامانة العامة لتجمع الساحل والصحراء واجهزته خاصة المرتبطة بتعزيز الامن والاستقرار داخل فضاء التجمع ولاسيما ما يخص الوثيقة الاطارية لاستراتيجية التنمية والامن وكذا مقررات القمة الاستثنائية التى عقدت فى ندجامينا فى فبراير 2013 وفى مقدمتها انشاء وتفعيل مجلس السلم والامن وآلية منع وتسوية المنازعات . وفى هذا الاطار اسمحوا لى بالاعراب عن استعداد مصر الدائم للتعاون وتقديم ما لديها من خبرات وامكانات لدعم مصالح واهداف شعوبنا ودولنا فى تحقيق الامن والاستقرار والتنمية مستندين فى ذلك، أولا على الدعم القوى من القيادة السياسية لاستراتيجية الانفتاح على الاشقاء بالقارة الإفريقية خاصة تجمع الساحل والصحراء الذى يشكل إحدى الدوائر الاساسية لأمننا القومي، وثانيا على الايمان بالعلاقة الاساسية والمتبادلة بين تحقيق الامن والدفع بجهود التنمية، وثالثا على رصيد القوات المسلحة المصرية فى الامكانات والخبرات والتعاون مع الاشقاء بالدول الافريقية سواء بالمجالات الامنية والعسكرية او التنمية الاقتصادية عبر جهاز الخدمة الوطنية، ورابعا على الامكانات والخبرات المصرية فى مجال الاعداد والتأهيل والمشاركة بعمليات فض وتسوية المنازعات وحفظ السلام خاصة مع المشاركة المصرية العملية فى الكثير من العمليات التى تمت ولازالت فى العديد من دول التجمع، وخامسا على عضوية مصر الحالية فى مجلس السلم والامن الافريقى ومجلس الامن الدولى مع رئاسة اللجنة الفرعية لمكافحة الارهاب بما يسمح لها ان تكون حلقة الوصل بين المجلسين وتعزيز الجهود الاقليمية والدولية الساعية لإرساء حالة السلم والامن ومكافحة الارهاب والتطرف بالقارة والتجمع. فى نفس السياق اعتمدت قمة ندجامينا 2013 المبادرة المصرية لإنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الارهاب ليكون اداة لتبادل المعلومات الاستخبارية والعمل التشاورى حول المشاغل المشتركة المرتبطة بالتهديدات الارهابية وعلاقتها بالجريمة المنظمة وهو ما جرى بحثه فى اجتماع الخبراء على مدار اليومين السابقين والى نتطلع لقيام الامانة العامة بإضافة كل الافكار والمقترحات المقدمة لتحقيق اهداف التجمع بذات الشأن حتى يتم الانتهاء من اجراءات انشائه فى القريب العاجل. السيدات والسادة فى الختام أود التأكيد على الالتزام الكامل بجميع قرارات تفعيل تجمع الساحل والصحراء وتطوير بنيته المؤسسية والتطلع لأن يشكل اجتماع شرم الشيخ نقطة التحول التاريخى والانطلاق نحو المستقبل بامتلاك ادوات التعامل مع كل التحديات الامنية التى تعرقل السلم والامن بفضاء التجمع وتحية لكم جميعا من الشعب المصرى العظيم وقواته المسلحة التى تعتز وتفتخر بانتمائها وهويتها الافريقية. واتمنى لكم جميعا اقامة سعيدة فى شرم الشيخ ارض الفيروز ومدينة السلام وحلقة الاتصال بالاشقاء والاصدقاء.