بعد عام من الدراسة والبحث أعلنت وزارة النقل قرب بدء تشغيل مشروع التاكسي النهري من المعادي حتي التحرير كمرحلة أولي ، لتخفيف الزحام المروري الذي تشهده شوارع القاهرة الكبري، وأن هذه المرحلة التي تم الاتفاق علي تشغيلها بشكل تجريبي تبدأ من المعادي وتشمل 4 محطات ، بسعر تذكرة 5 جنيهات لكل محطة. المهندس مجدي كيرلس أحد المشاركين بالمشروع أكد أن الخطة الموضوعة لمشروع (تاكسي النيل) أن يغطي مسافة 65 كيلومترا بين حلوان والقناطر الخيرية، ويقطع هذه المسافة في نحو نصف الساعة، والتي تبدد فيها السيارة بكورنيش النيل الوقت في أكثر من ساعتين، وهو يتميز بعدم التلوث لاستخدام وحداته النهرية للغاز الطبيعي، في الوقت الذي يخفف فيه الضغط عن المرور بالعاصمة ويمنع التلوث ويوفر الراحة والأمان للراكب مع سرعة وصوله لمعظم مناطق القاهرة القريبة من النيل بطول 10 محطات علي النيل. وأنه وفق الاتفاق مع وزارتي الموارد المائية والبيئة لتوظيف النقل النهري كوسيلة آمنة لاستخدام نهر النيل كممر ملاحي، ولحل مشكلة التكدسات، فقد تقرر تسيير تاكسي النيل مع وضع ضوابط لتشغيله لحل مشكلة زحام شوارع القاهرة وتفعيل قيمة النقل النهري، والذي اعتمد عليه المصريون القدماء، ومازالت تعتمد علي فكرته دول كبري ومتقدمة، مع وضع المواصفات الفنية والقانونية لتحويل مجري النيل إلي مجري للنقل والسياحة، ومراعاة تكامل الخدمات، بعد إهمال طويل لقيمة النقل النهري، ولتوظيفه اقتصاديا لعدم وجود خطط واضحة سابقة للاستفادة منه، وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص للمساهمة والذي يسهم في المشروعات بالدرجة الأولي وبنظام المشاركة، بحيث توفر الدولة أعمال البنية الأساسية والخاصة بعمليات النقل، وهو الجانب الأكبر في نشاطات النقل في النهر للمواطنين والبضائع في وقت واحد. ويقول اللواء مصطفي عامر رئيس هيئة النقل النهري السابق إن الهيئة هي المراقب والمنظمة لرحلات النيل، وتعطي موافقات لوحدات التاكسي، والذي تقرر أن تكون سعة الحمولة به ما بين 5 و50 فردا حسب مستويات الراكب فتبلغ قيمة الرحلة نحو 35 جنيها جماعية أو فردية بينما تصل الأجرة للراكب العادي ما بين 10-15 جنيها ، مع مراقبة مباشرة لمجري النهر علي مدار ساعات اليوم ، والتأكيد علي منع نقل كل أنواع البترول ومشتقاته ، والاقتصار علي استخدام الغاز الطبيعي، حيث يتشابه تاكسي النيل مع الأتوبيس النهري الذي بدأ العمل به منذ 1960 حتي الآن، ولكنه موجه للأسف للفسح والرحلات فقط، وعمله يقتصر في غالب الأحيان علي أيام الأعياد وشم النسيم والحفلات، لذلك فإن تاكسي النيل يعتبر نقلة عملية لاستخدام نهر النيل في خدمة المواطن علاوة علي سرعته الأعلي فهو يماثل (اللنش) العادي في سرعته ولكنه مؤمن تماما، حيث يزود الراكب بقميص نجاة وكرسي مريح جدا لايسبب متاعب صحية، علاوة علي انخفاض استخدام الطاقة وخفض تلوث الهواء المحيط.مشيرا إلي أن (تاكسي النيل) من المقرر له أن يعمل طوال أيام الأسبوع وهناك تجارب مبدئية من خلال ثلاث وحدات بالقطاع الخاص ستتضاعف مع التشغيل في الشهور القادمة بعد أن ثبت أن هذا المشروع سيحل مشكلة المرور بمعدل يقترب من المترو بالنسبة للمناطق المطلة عليه من محافظاتالقاهرة الكبري. وهناك احتياطات كاملة لمنع تلوث مياه النيل فلا يكون خطرا علي صحة المصريين حتي مع تكدس النيل بالتاكسيات وترقب المخلفات سواء بقصد ام غير قصد مع مراعاة ان هذه المياه هي مصدر حياة لنا ونبع دائم يجب ان نحافظ عليه من اي تلوث، مع تطوير الاتوبيس النهري ومحطاته ليكون فعالا أكثر مع التاكسي النهري وإنشاء مراس جديدة ومحطات تموين للتاكسي . من جانبه أعلن اللواء رضا إسماعيل رئيس هيئة النقل النهري انتهاء الهيئة من وضع الإجراءات وكراسة الشروط والمواصفات الخاصة بتنفيذ مشروع التاكسي النهري في القاهرة الكبري، وستقدم تقريرا بما انتهت إليه إلي الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل، لإقراره من مجلس الوزراء، لافتا إلي أنه فور موافقة مجلس الوزراء علي ما انتهت إليه الهيئة ستبدأ في تنفيذ مشروع تاكسي النيل. وقال رئيس الهيئة: إن 3 شركات مصرية تقدمت بعروض لتنفيذ مشروع التاكسي النهري بالقاهرة الكبري، وأنه يجري التفاوض معهم لاختيار أفضل العروض، مشيرا إلي أنه فور موافقة مجلس الوزراء علي المواصفات والشروط التي حددتها الهيئة لمشروع التاكسي النهري سيتم طرح مزايدة عامة أو التعاقد مع إحدي الشركات التي تقدمت بعروض في حالة تطابق عرضها فنيا وماليا لما حددته الهيئة ، لذلك يتوقع تنفيذ مشروع التاكسي النهري في القاهرة الكبري كمرحلة أولي ، مشير إلي أنه سيتم تعميمه في باقي المحافظات في حالة نجاح تشغيله بالعاصمة، وأن التاكسي النهري سيسهم في حل أزمة الزحام المروري التي تشهدها محافظاتالقاهرة الكبري، فضلا عن أنه ارخص وأقل استهلاكا للوقود.