بالرغم من كثرة الكلام عن المنتجات البلاستيكية والتحذيرات من خطورة استعمالاتها بطريقة خاطئة، مازالت هذه الأوانى تنضح بسمومها، وتشغل العلماء فى البحث عن تأثيرها السلبى على الصحة، وآخر ما اكتشف من سلبياتها هو أنها تسبب زيادة الوزن والبدانة، خصوصا مادة bpa ب ب إيه أو bisphenol a ثنائى الفينول، ويظهر ذلك مع الأطعمة الساخنة والأوانى التى ليست معدة أصلا للتعرض للحرارة، ولا للمس الطعام الساخن، فالحرارة تحلل مادة ب ب إيه وتتسرب هذه المادة الكيميائية الخطيرة إلى الطعام والشراب ورضاعات الأطفال، والحقيقة أن البعض يستعمل هذه النوعية فى شرب الشاى والقهوة، وإعداد الطعام وزجاجات رضاعة الأطفال، وأثبتت دراسات عديدة أن مادة «ب ب إيه» تسبب البدانة، خاصة بالنسبة للاطفال والمراهقين، ونشرت المجلة العلمية للصحة والبيئة أن مادة، «ب ب إيه» تسبب خللا فى البنكرياس مؤثرة على عملية إنتاج الأنسولين، ومخففة من فاعليته مما يؤدى فى مراحل متقدمة إلى زيادة الوزن والبدانة، وأثبتت دراسة يابانية أن هذه المادة تتسبب فى زيادة الخلايا الدهنية وحجمها مما يزيد الوزن ويسبب البدانة، وأكدت دراسة أمريكية أخرى هذه النتائج مضيفة إلى الأبحاث أن الزيادة فى الوزن تستمر حتى مع نظام غذائى مناسب وممارسة التمارين الرياضية، وكشف الباحث والطبيب الأمريكى جوزيف ميركولا أن مادة ب ب إيه تسبب خللا فى الغدد كالغدة الدرقية مما قد يسبب أيضا زيادة الوزن. والحل هو إلزام مصانع الأوانى البلاستيكية بإبراز المدى الحرارى للاستخدام، والرقم الدال على نوع البلاستيك أسفل الأوانى البلاستيكية، وينصح الخبراء بتجنب المنتجات ذات الأرقام 3 6 7 واستعمال الرقم 5الذى هو النوع الآمن إذ يصلح لحرارة مرتفعة قدرها 85 درجة مئوية والتركيز فى نظامنا الغذائى على الأكلات الطازجة قدر الإمكان، والابتعاد عن الاطعمة المعلبة بالبلاستيك، وعدم تسخين الطعام فى الأوانى البلاستيكية داخل أفران الميكروويف، وألا نعطى أطفالنا الحليب من الزجاجات البلاستيكية، بل تستخدم الأوانى الزجاجية، مع تسخين الطعام فى أوان زجاجية والحقيقة أنه يجب على الجميع تطبيق استراتيجية «كل مواطن خفير على سلعته» وللمستهلك حصة الأسد فى تحمل مسئولية أمنه الغذائى والصحى بقراءة التعليمات الموجودة على المنتج، وأيضا رفض المثل القديم «كيف نشيل الزير من البير اليوم». د. عوض حنا سعد الإسكندرية