دخلت الهدنة السورية حيز التنفيذ رغم تشكيك واشنطن في نجاحها، وبإستثناء تركيا الاقل حماسا لاحترام اتفاق وقف اطلاق النار اكدت السعودية وإيران وسوريا مساندتها للهدنة، كما اعلن 97فصيلا من جماعات المعارضة السورية المسلحة بينهم المقاتلون الاكراد التزامهم بهدنة انسانية لمدة اسبوعين بهدف اختبار نيات الحكم في دمشق، خاصة ان بديل الهدنة بات حربا شاملة لا تبقي ولاتذر!. وتلزم الهدنة كافة الاطراف بما في ذلك الجيش السوري والقوات الجوية الروسية وقف كل الاعمال العسكرية، وتسهيل وصول مواد الاغاثة إلي المناطق المحاصرة، ووقف كافة عمليات القصف الجوي من جانب الروس،والتزام جماعات المعارضة المسلحة بعدم إطلاق قذائف صاروخية علي وحدات الجيش السوري..، وبرغم تشابك الموقف وتعقيداته وتوقع بعض الخروقات،التزم الجميع مع بداية اليوم الاول وقف اطلاق النار في جميع المناطق، عدا المناطق التي تسيطر عليها داعش وجبهة النصرة في دير الزور والحسكة والرقة ومحافظة ادلب في الشمال..، وثمة مخاوف من ان يقوم الاتراك باستمرار عملياتهم العسكرية شرق حلب ضد المقاتلين الاكراد في الشمال وضد قوات الجيش السوري التي تقترب من الحدود التركية. وأيا كانت دوافع موسكو فالواضح من الاتصالات التي أجراها الرئيس بوتين مع الملك سلمان عاهل السعودية والرئيسين الايراني والسوري ان الروس راغبون في انجاح الهدنة علي امل ان تفتح الباب امام استئناف مفاوضات جنيف في الاسبوع الاول من مارس المقبل لانجاز تسوية سياسية للأزمة السورية، تنهض علي فترة انتقالية تمتد 18شهرا، تديرها حكومة مشتركة بين الحكم والمعارضة السورية، وتنتهي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. وبينما يؤكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري وجود خطط بديلة يمكن تنفيذها إذا فشل اتفاق اطلاق النار (لاتضمن الابقاء علي سوريا دولة موحدة في كامل حدودها الدولية)!، يؤكد وزير الخارجية الروسي لافروف عدم وجود اتفاق مع الامريكيين حول خطة بديلة، وان كل الجهود ينبغي تكريسها لانجاح وقف إطلاق النار ومنع جماعات الارهاب من تعزيز مراكزها ووقف كل الامدادات القادمة اليها من الخارج ..، وقد يصب اطلاق النار في صالح الاوروبيين الذين يريدون وقف عمليات الهجرة إلي بلادهم وفي صالح الروس، الذين يخشون تبعات الحرب إذا طالت مدة اطول لكن السوريين وحدهم هم الذين سوف يدفعون ثمنا باهظا يعادل دمار وفناء بلادهم إذا فشلت الهدنة. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد