اختتم رؤساء البرلمانات العربية أمس أعمال المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية الذى أقيم تحت عنوان "التحديات الراهنة التى تواجه الأمة العربية"، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئيس الحالى للقمة العربية، وأصدر رؤساء البرلمانات3 وثائق، تضمنت الأولى إعلان القاهرة الذى تضمن الرؤية البرلمانية العربية للتحديات الراهنة التى تواجه الأمة العرية، والوثيقة الثانية البيان الختامى والمواقف السياسية التى تم التوافق عليها، واختتمت الوثائق ببيان خاص عن فلسطين. واتفق رؤساء برلمانات الدول العربية فى "إعلان القاهرة" الذى ألقاه أحمد الجروان رئيس البرلمان العربى أمس الذى توافق على بنوده رؤساء البرلمانات العربية على ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، واتفاقية التعاون الأمنى والقضائى، بالإضافة إلى تشكيل القوة العربية المشتركة والتى نصت عليها القمة ال 26 والتى عقدت بمدينة شرم الشيخ، وتعزيز التعاون بشأن تنفيذ قرارات القمة العربية خاصة ما يتعلق بصيانة الأمن القومى ومكافحة الإرهاب. وأكد إعلان القاهرة، ضرورة تقييم الموقف العربى الجماعى فى تعامله مع دول الجوار الإقليمى والدول الكبرى المؤثرة فى القضايا العربية، بالإضافة إلى تعزيز التشريعات التى تكفل التصدى للتحديات الأمنية ومكافحة الجريمة المنظمة، وبحث كل قضايا الخلاف بين الدول العربية وطرحها فى إطار من الشفافية، كما شدد إعلان القاهرة على ضرورة دمج الشباب العربى فى العمل العام من خلال الانفتاح والشفافية، وضرورة العمل على تحقيق التكامل الاقتصادى، وتحقيق التقارب بين الحكومات والبرلمانات والشعوب العربية، وتكريس مفهوم المواطنة . بينما أكد البيان الختامى الصادر عن المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية والذى تلاه الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب ورئيس المؤتمر، العمل على سن التشريعات الضرورية التى تكفل التصدى للتهديدات الأمنية الجديدة ومكافحة الجريمة المنظمة المرتبطة بالاتجار غير المشروع بالبشر والأسلحة وعمليات الاختطاف والابتزاز وما يرتبط بها من جرائم الفساد وغسل الأموال، وتجريم جميع النشاطات التى تهدد أمن واستقرار المجتمع. وأكدوا ضرورة أن تكون الدول العربية متضامنة ومتآزرة لمواجهة العنف والإرهاب لحماية الوطن العربى والعيش بسلام، وصياغة رؤية برلمانية عربية مشتركة تحت مسمى " الميثاق البرلمانى العربى لمكافحة الإرهاب والتطرف" وأن يتم تشكيل لجنة مصغرة من رؤساء البرلمانات العربية للاشراف على إعداد هذا الميثاق . وأدان رؤساء البرلمانات والمجالس العربية ما تقوم به التنظيمات الإرهابية وجميع المجموعات التى تتخذ نفس الوسائل لتهديد السلم والأمن داخل الدول العربية، وأكدوا دعم العراق وليبيا فى جهودهما لمكافحة الإرهاب، ودعوا إلى عقد مؤتمر برلمانى منفصل لمكافحة الإرهاب والتطرف تحت رعاية الجامعة العربية. كما أكدوا التمسك بثوابت الأمة العربية فى اعتبار الحوار هو الطريق الأمثل لحل التحديات التى تواجه الأمة، والدعوة لدورية انعقاد مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية والذى يمثل نقلة نوعية فى تحديد منهاج العمل العربى المشترك على أن تسبق اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وتشكيل لجنة مصغرة من عدد من رؤساء البرلمانات العربية وبمشاركة رئيس الاتحاد البرلمانى العربى ورئيس البرلمان العربى لإعداد لائحة تنظم أعمال مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية . وأكدوا أهمية بذل جميع الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للاجئين ومساعدة الدول العربية المضيفة للاجئين بجميع أشكال الدعم بما يمكنها من توفير الخدمات اللازمة لهم . وأشاروا إلى ضرورة تنفيذ متطلبات إنشاء مجلس السلم والأمن العربى ومحكمة العدل العربية والمحكمة العربية لحقوق الانسان باعتبارها خطوات أساسية لتعزيز المفهوم المشترك للامن القومى العربى . وشددوا على ضرورة تفعيل دور الاتحاد البرلمانى العربى والبرلمان العربى وتمكينهما من القيام بدورهما فى إطار منظومة العمل العربى المشترك بحيث يكون البرلمان العربى الحاضن الاساسى للتشريعات العربية المشتركة وبوتقة لتجميع وتنسيق صوت المواطن فى تعزيز العمل والتعاون العربى داخل منظومة الجامعة العربية . وأكدوا أهمية وضع خطة استراتيجية مشتركة للبرلمانات العربية تهدف إلى نبذ العنف والتطرف الفكرى والثقافى والإعلامى وترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية وتفعيل لغة الحوار لتجنب الاستقطابات الطائفية والعرقية ودعم المؤسسات الدينية والأمنية والإعلامية لمعالجة الأزمات ذات الطابع الطائفى والعرقى. وفيما يتعلق بالوثيقة الصادرة بخصوص القضية الفلسطينية، أكد المؤتمر فى بيان خاص تلاه مرزوق الغانم رئيس الاتحاد البرلمانى العربى رئيس مجلس الأمة الكويتى أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وأن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة على خط الرابع من يونيو 1967 والضفة العربية بما فيها القدس وقطاع غزة والجولان ومزارع شبعا اللبنانية مازال هو التحدى الأول لأمتنا العربية والمصدر الأول الذى يهدد الأمن القومى العربي. ودعا المؤتمر إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير الفورية والعاجلة لإنقاذ القدس بمسجدها الأقصى وكنيسة القيامة وباقى المقدسات المسيحية والإسلامية وحمايتها مما تتعرض له من أخطار وسياسات بهدف تهويدها وتنفيذ مخططات التقسيم الزمنى والمكانى للمسجد الأقصى. وخلال المؤتمر الصحفى أجمع الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب ورئيس المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية وأحمد الجروان رئيس البرلمان العربى والسفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة على أهمية الوثائق الثلاث التى أصدرها المؤتمر فى ختام أعماله أمس والتى تتعلق بتحديد الرؤية البرلمانية لمواجهة التحديات الراهنة وإعلان القاهرة والبيان الخاص بفلسطين باعتبارها تهدف إلى تفعيل العمل العربى المشترك.