شهدت عملية التصويت لانتخاب أعضاء مجلس الشعب في سوريا إقبالا متواضعا, وسط تصاعد أعمال العنف التي أسفرت أمس عن سقوط عدد من القتلي, وفي ظل مقاطعة قوي المعارضة في الداخل والخارج وإجراءات أمنية مشددة.وبينما تقول السلطات السورية إن هذه الانتخابات ستنقل البلاد إلي مرحلة التعددية الديمقراطية, إلا أن أجواء التوتر الأمني التي تعيشها البلاد تلقي بظلالها علي عمليات الاقتراع. وقال وزير الاعلام السوري عدنان محمود ان السوريين من خلال المشاركة في هذه الانتخابات, يتحدون حملة الارهاب والعدوان علي سوريا, الذي تشنه قوي دولية واقليمية, متورطة في الحرب الارهابية علي سوريا.موضحا ان هذه الانتخابات هي الاولي التي تجري علي اساس الدستور الجديد الذي اقره الشعب السوري وعلي اساس التعددية السياسية والحزبية. يأتي ذلك في وقت, أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل21 شخصا أمس برصاص قوات الأمن في مناطق متفرقة من البلاد, كما بث ناشطون سوريون صورا علي شبكة الانترنت تظهر اطلاق نار كثيف علي مدينة حماة. ونقلت قناة الجزيرة الفضائية أمس أنباء عن وقوع اشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر المعارض في حي المزارب بحماة, وانفجارات في حي جنوب الملعب والصابونية. وشل إضراب عام أغلب المدن السورية استجابة لدعوة الهيئة العامة للثورة السورية تزامنا مع بدء الانتخابات التشريعية. وبدت آثار الإضراب واضحة في مناطق عدة مثل درعا وكفر شمس وأريحا وحماة وإنخل وإدلب وقلعة المضيق وسط انتشار مكثف للآليات العسكرية في هذه المناطق, فيما شهدت مدن سورية أخري عمليات اقتحام من قبل قوات الأمن لإجبار الأهالي علي فتح المحال التجارية وإنهاء الإضراب. وفي هذه الأثناء,وصف القيادي في جبهة التنسيق الوطني في سوريا عبد العزيز الخير, الانتخابات التشريعية بأنها تزييف جديد وصفيق لإرادة الشعب وهي محاولة لإطالة عمر الاستبداد بقناع وبأجواء جديدة. وأكد الخير أن هذه الانتخابات تقول إن السلطة لن تتغير ولا تريد أن تغير شيئا وهي تتابع نهجها الذي اعتادته تاريخيا في تزييف إرادة الناس.