لم تكد تركيا تستفيق من الهجوم على حافلتها العسكرية بوسط أنقرة الذى أسفر عن مقتل وإصابة 89 شخصا حتى استيقظت أمس على هجوم جديد بجنوب شرقى البلاد أدى إلى مصرع ستة من قوات الأمن التركى، إلى جانب انفجار آخر بالمركز الثقافى التركى بالسويد على نحو ألحق أضرارا كبيرة بالمبنى. وأعلنت الأجهزة الأمنية فى تركيا تعرض موكب عسكرى بمحافظة ديار بكر،التى تسكنها أغلبية كردية، إلى هجوم أسفر عن مقتل ستة عسكريين وإصابة آخر بجروح خطيرة، ونسبت السلطات الهجوم إلى متمردى حزب العمال الكردستانى. كما أوضحت شبكة "يورونيوز" الأوروبية أن الانفجار الذى استهدف المركز الثقافى التركى بضاحية فيتجا جنوب غربى ستوكهولم تسبب فى إلحاق أضرار كبيرة بالمبنى لكن لم يسفر عن سقوط ضحايا، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية للوقوف على أسباب وملابسات الحادث. ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو تحديد هوية منفذ هجوم أنقرة الذى أكد أنه سورى الجنسية يدعى صالح نصار ويبلغ من العمر 23 عاما. وقال فى خطاب نقله التليفزيون التركى على الهواء "هذا الهجوم الإرهابى نفذته عناصر من المنظمة الإرهابية فى تركيا (حزب العمال الكردستانى) وميليشيا كردية من سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية)،مشددا على أن التفجير يظهر أن "وحدات حماية الشعب"منظمة إرهابية، وأن تركيا تتوقع تعاونا من الحلفاء ضدها. فى السياق ذاته ، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أنه وفقا للمعلومات التى جمعها وزير الداخلية وحصلت عليها المخابرات التركية، فإن حزب العمال الكردستانى ووحدات حماية الشعب الكردية هما مدبرا الهجوم، مؤكدا أن السلطات احتجزت حتى الآن 14 شخصا. كما صرح مسئول أمنى رفيع المستوى بأن المشتبه به وراء هجوم أنقرة دخل البلاد فى يوليو 2014، وتطابق بصماته مع تلك التى وجدت على السيارة المفخخة فى موقع الانفجار. جاء ذلك فى الوقت الذى شرعت فيه طائرات حربية تركية فى قصف معسكرات حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق. وأعلنت رئاسة الأركان التركية شن غارة جوية فى منطقة حفتنين القريبة من الحدود السورية ، مستهدفة نحو 70 مقاتلا من متمردى حزب العمال الكردستانى بينهم قادة فى التنظيم. ويعتبر معسكر حفتنين أحد أكبر القواعد الخلفية للمتمردين الأكراد فى جبال شمال العراق. ونفى حزب العمال الكردستانى مسئوليته عن تفجير أنقرة أو حتى علمه بمن يقف وراءه. وكانت القاهرة قد أدانت تفجير أنقرة فى بيان لوزارة الخارجية، حيث قال المستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم الوزارة "ندين بأشد العبارات التفجير الإرهابى"، معربا عن تعازى مصر للشعب التركى ولأسر الضحايا، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وجدد أبو زيد التأكيد على موقف مصر الثابت الداعى لتكاتف المجتمع الدولى فى مواجهة الظاهرة البغيضة، التى تستهدف النيل من استقرار الشعوب وسلامتها حول العالم، دون تمييز بين عرق أو دين. كما أدانت الإمارات التفجير الإرهابى ،مؤكدة تضامنها مع تركيا انطلاقا من موقفها الثابت فى نبذ الإرهاب بكل صوره.واعتبرت منظمة التعاون الإسلامى التفجير عملا صادما وشنيعا لا يمت بأى صلة للقيم الإنسانية.