لقى 28 شخصا مصرعهم على الاقل وأصيب 61 آخرون فى انفجار سيارة ملغومة استهدفت حافلة تقل عسكريين بالقرب من منطقة استراتيجية فى قلب العاصمة التركية أنقرة. وقع الإنفجار الذى أحدث دويا شديدا وسحبا كثيفة من الدخان على بعد 300 متر فقط من مقر هيئة الأركان العامة، وأشارت مصادر محلية إلى أن المنطقة التى استهدفها الإنفجار تضم أيضا مجمعات سكنية خاصة بجنرالات الجيش التركي، ومقار قيادات القوات الجوية والبحرية، بالإضافة إلى مقر البرلمان. وأكد الجيش التركى فى أول بيان رسمى له عقب الهجوم، أن الإنفجار استهدف حافلة تقل عسكريين أثناء وقوفها عند إشارة المرور، وإن لم يوضح البيان العدد الفعلى للعسكريين الذين كانوا على متن الحافلة المستهدفة. وأوضح محافظ أنقرة محمد كيليكلاش أن ألسنة اللهب المترتبة على الانفجار امتدت إلى عدة حافلات أخري. وسارعت قوات الشرطة بفرض سياج أمنى حول منطقة الإنفجار، الذى ازدحم بسيارات الشرطة والإسعاف. وأحدث الانفجار حالة استنفار سريعة فى الأوساط الأمنية والسياسية فى تركيا. فقد سارع الرئيس رجب طيب أردوغان بإلغاء زيارة رسمية كانت مقررة إلى أذربيجان، فيما ألغى رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو، رحلة إلى بروكسل لبحث أحدث تطورات أزمة اللاجئين، وذلك للوقوف على تطورات الوضع الأمنى الداخلى فى أعقاب الإنفجار الأخير، وسارع عدد من مسئولى الحكومة بإدانة الإعتداء ووصفه بالإرهابى فى مقدمتهم نائب رئيس الوزراء بكير بوزداك. و أدان عمر تشيليك، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة التركي، الهجوم، مؤكدا فى تغريدة على موقع التواصل الإجتماعى « تويتر» أن ما جرى يزيد تركيا إصرارا على محاربة الإرهاب. ورجح مصدر عسكرى تركى أن يكون حزب العمال الكردستانى وراء الهجوم، فيما رجحت مصادر أمنية فى جنوب شرق البلاد أن يكون تنظيم « داعش» الإرهابى مسئولا عن الهجوم الأخير. وتشهد تركيا حالة تأهب أمنى عقب تكرارا الهجمات داخل أراضيها فى الشهور الأخيرة، كان أبرزها مقتل 103 أشخاص فى هجوم استهدف محطة أنقرة المركزية فى أكتوبر الماضي، ووقع منتصف يناير الماضى حوالى عشرة قتلى جميعهم من السائحين الألمان إثر عملية انتحارية استهدفت منطقة السلطان أحمد السياحية فى قلب مدينة اسطنبول، وحملت السلطات التركية تنظيم « داعش» الإرهابى المسئولية عن هذه السلسة من الإعتداءات.