عندما يتصادف وجودك في إحدي مناطق التظاهر او تتابع بعض القنوات الفضائية تجد مجموعة كبيرة من المتظاهرين ملتحين يلبسون الطاقية التي يرتديها الشيوخ وبعضهم يلفون رقابهم بالشال الفلسطيني. فتكتشف في النهاية انهم ليسوا اسلاميين وليسوا ثوارا بل بلطجية ممولين تم الدفع بهم في مناطق التظاهر مقابل مبالغ زهيدة للقتل و لاثارة الفتنة الصدام بعدها يختفون ليسقط المتظاهرين السلميين الشرفاء في غياب اساليب علمية لقوات الجيش والشرطة لفض هذه المظاهرات دون اطلاق رصاصة واحدة او انتهاك لحقوق الانسان لكن في النهاية مهمة حماية المتظاهرين وسلامتهم تقع علي عاتق المجلس العسكري ووزارة الداخلية. في البداية يؤكد العميد حسين حمودة الخبير الامني انه إذا كانت هناك مكاسب لهذه الثورة فالمكسب الوحيد هو حق الاحتجاج والاعتصام السلمي والتعبير عن الرأي دون خوف واذا لم يتحقق هذا الهدف فأن الثورة لم تحقق شيئا من اهدافها لكن في المظاهرات لا يمكن ان تحدد من بجوارك الا من خلال سلوكياتة ومظهره هل هو متظاهر شريف ام بلطجي مندس ومأجور. لكن ليس من الصعب القبض علي المتظاهرين الذين يخرجون عن نطاق القانون والشرعية في محاولة منهم هدم هيبة الدولة وهي قضية في قمة الخطورة لكن يمكن القبض عليهم بسهولة دون استخدام السلاح لهذا يجب ان يتم فض الشغب بأسلوب علمي دون حدوث حالات وفاة او اصابات جسيمة خاصة وانه لا يوجد في القوات المسلحة او الشرطة قوات خاصة للتعامل مع المظاهرات ومكافحة اعمال الشغب دون اهدار لحقوق الانسان وهو ما تظهره كل الاحداث السابقة بداية من احداث ماسبيرو فنحن نسيء للجيش في وقت تستدعي اسرائيل فيه جنود الاحتياط لديها فالجيش مكانة الثكنات وميادين القتال وليس الشوارع وهو غير مؤهل للتعامل مع المدنيين. خصوصا وانها لاتملك قوات متخصصة في مكافحة الشغب. يعتبر الاسلوب الكوبي في مكافحة اعمال الشغب رغم تصنيفها علي انها دولة قمعية وغير ديمقراطية الا انها تملك قوات متخصصة في مكافحة الشغب دون احداث وفيات او اصابات جسيمة او اهدار لحقوق الانسان وتقوم خطة قوات مكافحة الشغب علي خط امني من الجنود لا يتحرك وخلفة خط اخر وفي حالة تجاوز المتظاهرين الخط الاول يحيط بهم قوات الخط الثاني علي شكل دائرة لمحاصرتهم واخراجهم من منطقة التظاهر دون ان تستخدم قوات مكافحة الشغب الكوبية السلاح او اطلاق رصاصة واحدة او العنف غير المبرر وهذا الاسلوب مناسب ويعد من افضل الاساليب للتعامل مع الشغب في مصر. وهناك ادوات تكنولوجية في في مجال فض المظاهرات غير السلمية فهناك المسدسات الكهربائية والتي يتم استخدامها عن بعد تقوم بشل حركة المتظاهرين دون ايذائه وهناك نوع من الشبكات تشابه شبكات الصيادين ومن الممكن الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة وهو سلاح تستخدمه الدول الاسكندنافية لتخويف المتظاهرين وهي متوافرة بكلية الشرطة وهي سلاح امن وهناك مدافع المياه دون خلطها بنوع من المواد الفسفورية التي تستخدمها وزارة الداخلية. وحتي في حالة استخدام الاسلحة النارية فان لها ضوابط حيث يحظر توجيهها للمناطق القاتلة في جسم المتظاهر او عينه ويكتفي بتوجيهها الي قدم المتظاهر فقط فقوات الامن تستخدم الاسلحة النارية بطريق خطأ وفي قمة الخطورة. ويؤكد الخبير الامني بصورة قاطعة: ليس أهالي العباسية هم من يحاولون اقتحام مبني وزارة الدفاع فأغلبهم من الاعمار الصغيرة الذين يلقون الحجارة ويحملون اسلحة الخرطوش فقد شاركت في ثورة يناير وهؤلاء ليسوا ثوارا لكن معظمهم بلطجية مأجورين. ويتساءل ناصر الحاوي الباحث في مجال العلوم السياسية هل البلطجية هم الطرف الثالث؟ ام ان الذي يحركهم هم فلول النظام السابق وانهم مجرد اداة فقط مقابل الإغداق عليهم بالمال؟ وفي عهد مبارك تطورت البلطجة لتكون ظاهرة في شوارع مصر بأكملها, وتشكلت في صورة ميليشيات تشرف عليها وزارة الداخلية بنفسها, وتستخدمها مستغلة الفقر والبطالة والعشوائيات وسوء الخدمات وما تخلفه هذه المشكلات من ضغط معنوي, أيضا المشكلات الاجتماعية التي تشهدها العشوائيات بمصر واعتداءات جسدية ومعنوية متكررة تدفع بالطفل صغيرا للعنف, والجريمة بأنواعها سواء في جماعات منظمة أو بمفرده. وهؤلاء تعرفهم الداخلية بالاسم, وتستطيع أن تجمعهم دفعة واحدة, لكنهم توحشوا إلي درجة أن بعض ضباط الداخلية يخشون منهم, حيث إنهم في حالة القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة سيفتحون ملفات النظام السابق ومشاركتهم مع الداخلية في تزوير الانتخابات والتصفيات مع الأحزاب الإسلامية في فترة حكم مبارك.