تقود الولاياتالمتحدة اليوم حملة دبلوماسية مكثفة لإقناع حلفائها بزيادة المساهمة فى الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش» والضغط على روسيا لوقف ضرباتها فى سوريا، وذلك عبر حضور وزيرالخارجية الأمريكى جون كيرى اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، ووجود وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر فى بروكسل على بعد 600 كيلو مترً فى اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلنطى «الناتو». ودعا رئيس مؤتمر ميونيخ الدولى للأمن فولفجانج إشينجر كافة أطراف النزاع إلى حل سياسى للأزمة السورية، وقال إنه يتعين على الوسطاء الدوليين، من بينهم روسيا، بذل كافة الجهود حتى يتضح للحكومة والمعارضة فى سوريا أنه لا يمكن تحقيق أهدافهم السياسة بالوسائل العسكرية. وأضاف: «بهذه الطريقة فقط يمكننا الوصول إلى هدنة وإنهاء الحرب الأهلية وتحقيق إصلاحات سياسية». وتحتضن ميونيخ أيضاً اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا التى تضم 17 دولة وثلاث منظمات متعددة الاطراف تبنت فى نوفمبر 2015 خارطة طريق دبلوماسية للنزاع. وقبل توجهه إلى ميونيخ، قال كيرى «نذهب بأمل كبير فى لحظة فارقة»، وطالب روسيا مجدداً بوقف فورى لإطلاق النار فى سوريا. وقال وزير الخارجية الأمريكى : «دعونا روسيا وندعوها مجددا للانضمام إلى الجهود الرامية لتطبيق وقف فورى لإطلاق النار والسماح بوصول الطواقم الانسانية». وحذر كيرى من أن «ما تفعله روسيا فى حلب والمنطقة يجعل الأمور أكثر صعوبة للجلوس إلى مائدة المفاوضات وإجراء مباحثات جدية». ومن جانبها، رفضت وزارة الخارجية الروسية اتهامات كيرى بأن القصف الروسى سبب أزمة إنسانية فى سوريا، متهمة الغرب بتأجيج الأزمة فى سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو ترى أن تصريحات واشنطن بأن روسيا تستخدم ذخيرة غير موجهة فى سوريا «لا أساس لها إطلاقا من الصحة»، كما رفضت ما تردد عن أن القصف الروسى فى سوريا يدفع باللاجئين إلى أوروبا. ورفضت زاخاروفا الاتهامات بأن روسيا سببت انهيار محادثات سوريا ووصفتها بأنها «محض كذب». وقبل انطلاق اجتماعات «الناتو»، صرح أشتون كارتر أمس بأنه يعتزم تحديد الخطوط العريضة لخطة الولاياتالمتحدة لتسريع الحملة ضد «داعش» خلال حضوره اجتماعات وزراء دفاع «الناتو». ومن المتوقع أن يناقش وزراء دفاع «الناتو» هجوما رئيسيا تشنه الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران قرب حلب وهو الهجوم الذى أثر بالسلب علىوضع المعارضة المسلحة المدعومة من الولاياتالمتحدة، كما يناقش الاجتماع الذى انطلق مساء أمس خطط تشكيل شبكة معقدة لقواعد فى شرق أوروبا صغيرة وقوات ومناورات دورية ومعدات جاهزة لقوة الاستجابة السريعة. ومن المتوقع أن يرد وزراء» الناتو» خلال الاجتماع على طلب من واشنطن بتخصيص طائرات استطلاع للمساعدة فى جهود التحالف الدولى وسط تردد واضح من ألمانيا التى أعربت صراحة عن مخاوفها من أن مشاركة «الناتو» يمكن أن تعقد مفاوضات السلام فى سوريا.