فى واقعتين متناقضتين.. تغاضت أجهزة حماية النيل عن أعمال ردم جزيرة وسط النيل بمركز مغاغة بالمنيا فى حين قامت أجهزة الرى بهدم موقف سيارات الأجرة الذى أقامته الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج بتكلفة نصف مليون جنيه وبعد 4 شهور من العمل فيه بحجة عدم الحصول على ترخيص.. الواقعة الأولي..مشهد كارثى يعكس مدى تقاعس المسئولين عن حماية نهر النيل بمحافظة المنيا حيث قام أصحاب النفوذ بردم أجزاء كبيرة من النيل تصل إلى حوالى 50 فدانا فى عدد من الجزر بمركز مغاغة ووصلت التعديات إلى منتصف نهر النيل حيث يستغل أصحاب النفوذ إنخفاض منسوب مياه النيل ويقومون بوضع كميات كبيرة من الطمى من خلال السيارات (القلاب) بمحيط الجزر الأساسية ثم يقومون بضم هذه المساحات والإستيلاء عليها بإعتيارها إمتدادا طبيعيا للجزر المغتصبة والتى تشهد معارك مسلحة بين البلطجية المسيطرين عليها وبعض الطامعين فى الاستيلاء عليها وتشهد الجزيرة المقابلة لمنطقة مرسى معديات النيل شرق مدينة مغاغة هجمة شرسة من جانب الأهالى المسيطرين على الجزيرة بردم أجزاء كبيرة من النيل بمحيط الجزيرة أثناء إنخفاض منسوب المياه سنوياً بهدف رفع منسوب هذه المناطق الى المنسوب الأساسى للجزيرة لضم هذه المساحات إلى أراضيهم مما ترتب عليه تغيير حركة المعديات فى النيل وقد وصلت التعديات إلى ردم أكثر من 100 متر بالمناطق الغربية للجزر بطول أكثر من 600 متر للجزيرة الواحدة حتى وصلت إلى منتصف نهر النيل وردم الأجزاء الفاصلة بين بعض الجزر حيث تجاوزت المساحات التى تم ردمها فى النيل 50 فدانا. سيد حلمى رئيس مركز ومدينة مغاغة قال إن هذه التعديات من اختصاص حماية النيل وأنه أثناء القيام بأعمال رفع كفاءة مرسى الجانب الغربى على النيل وتكسية جانب النهر لم يحضر أحد من المسئولين عن حماية النيل لمساعدتنا بالتوجيه وكأنهم يعملون فى بلد آخر أما المسئول عن حماية النيل فقد رفض الحديث معلنا عدم وجود موافقة من الوزارة للحديث مع وسائل الإعلام! أما الواقعة الثانية فقد كشفها بلاغ بمركز شرطة سوهاج تقدم به أمس أحمد أحمد محمد مدير المشروعات بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج ضد مدير عام الرى ومفتش الرى بسوهاج وذلك لقيام قطاع الرى بإتلاف أعمال انشائية عبارة عن هدم وتكسير اعمال خرسانية للسور الخاص بموقف السيارات الأجرة أسفل الكوبرى العلوى البحرى بدائرة مركز سوهاج تحت الانشاء واتلاف باكيات من الحديد المشغول بالسور بالإضافة الى ردم خزان صرف صحى جار تنفيذه ومواد بناء خاصة بمقاول العملية وأضاف البلاغ ان الاعمال التى تمت إزالتها تقدر قيمتها بحوالى 458 ألف جنيه وحرر عن ذلك المحضر رقم 636 ادارى المركز لسنة 2016 وتم تكليف ادارة البحث الجنائى بالتحرى فى الواقعة لعرض الواقعة أمام النيابة لعمل محضر اتلاف أعمال انشائية. اللواء محمد الملتم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج قال ان الوحدة المحلية استغلت قطعة أرض أملاك دولة أسفل مجمع الكبارى العلوية شمال مدينة سوهاج من الناحية الغربية بنطاق المركز فى انشاء موقف لسيارات الأجرة لمركز جهينة وقرى غرب سوهاج وترك 3 الى 4 امتار لحرم الترعة الطهطاوية حسب رؤية مهندس الرى قبل البدء فى تنفيذ العملية منذ 4 شهور وعندما توجه مهندس الوحدة المحلية لتسلم الموقف من المقاول لصرف مستحقاته فوجئ بهدم واتلاف الموقف من قبل الرى دون اخطار الوحدة المحلية بأى اعتراضات او ملاحظات اثناء التنفيذ لتداركها لافتا الى انه إذا هناك تقصير من مجلس المدينة بأى شكل من الأشكال لا يستدعى الامر هدم الموقف الذى تكلف قرابة نصف مليون جنيه وهى أموال عامة من الخطة الاستثمارية وبالتالى لا بد من اخذ حق الدولة حفاظا على المال العام وعدم اهداره بهذا الشكل مشيرا الى عدم وجود مشاكل او خلافات مع الرى للقيام بهدم الموقف الذى يمثل خدمة عامة للمواطنين . ومن جانبه أكد المهندس ابراهيم عبدالمنعم مدير عام رى سوهاج ان موقف السيارات تمت إقامته على أملاك الرى وليس أملاك الدولة وأن الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج لم تحصل على موافقة لإقامة الموقف عليها موضحا ان الرى طلب من محافظة سوهاج عدم اقامة اعمال انشائية على الترعة الطهطاوية بالمخالفة لقانون الرى والصرف قبل اصدار قرار الازالة رقم 26 لسنة 2016 لهذه الاعمال بسبب عدم توقف العمل بالموقف ثم جاء تنفيذ قرار الازالة بمعداتنا متسائلا كيف يتم تطهير الترعة فى ظل وجود هذه الاعمال؟ والسؤال.. من المسئول عن ضياع أموال الدولة التى تم إنفاقها على انشاء هذا الموقف ولماذا لم يحصل المسئولون بمدينة سوهاج على موافقة صريحة وواضحة من الرى قبل البدء فى إنشاء الموقف ولماذا انتظر المسئولون بالرى 4 شهور كاملة وإنفاق نصف مليون جنيه من أموال الدولة على مشروع خدمى ثم تتحرك معدات الرى لإزالة موقف السيارات ؟ولماذا تتغاضى إدارة حماية النيل عن مواجهة أعمال ردم نهر النيل بمغاغة ؟ أسئلة تضع المسئولين تحت طائلة المحاسبة- إن كان هناك من يحاسب- ونحن فى إنتظار الرد والإجابة .