فى إجراء سريع لاحتواء احتجاجات الشباب العاطلين عن العمل بولاية القصرين، أعلنت حكومة الرئيس الباجى قائد السبسى أنها ستقوم بتعيين أكثر من ستة آلاف عاطل من الولاية، وستبدأ فى مشروعات إنشائية فى المنطقة. واجتمع عدد من أعضاء الحكومة ونواب ولاية القصرين الثمانية بمجلس نواب الشعب التونسى مساء أمس الأول بقصر الحكومة بالقصبة لمناقشة الأوضاع فى الولاية وعدد من المناطق الأخرى. وتم خلال الاجتماع إقرار عدة إجراءات للتوصل إلى حلول سريعة لمطالب المواطنين فى تلك المحافظة وجميع المناطق ذات الواقع المشابه، فى مقدمتها استيعاب 5 آلاف عاطل عن العمل ضمن الآليات المعتمدة فى برامج التعيين، و تسوية أوضاع 1410 «مؤقت»، و التدريب المهنى والتعيين ل 500 مشروع صغير ممول من قبل البنك الوطنى للتضامن بتكلفة إجمالية تصل إلى 6 ملايين دينار مع تعهدها بتبسيط الإجراءات الإدارية وتذليل كافة العقبات. كما تم خلال الاجتماع الاتفاق على تشكيل لجنة وطنية لتقصى حالات الفساد المثارة واتخاذ الإجراءات والتدابير الإدارية والجزائية اللازمة ضد كل من تثبت التحقيقات تجاوزه للقانون. كما كلفت الحكومة وزارة التجهيز بتدريب حاملى الشهادات العليا لإنشاء تسع مقاولات لصيانة والعناية بالطرقات والجسور بالجهة برأسمال قدره 150 ألف دينار بدون اشتراط تمويل ذاتى مع ضمان مدة نشاط فعلى بثلاث سنوات اعتبارا من تاريخ البدء وذلك ضمن برنامج وطنى يشمل عديد الجهات الداخلية. وفيما يخص السكن الاجتماعي، تم تخصيص 135 مليون دينار لبناء 1000 مسكن اجتماعي، أما فيما يتعلق بقطاع الصحة، فقد أقر الاجتماع دعم المؤسسات الصحية بالولاية بأسطول من 13 سيارة من بينها 4 سيارات إسعاف. وعلى الصعيد الميدانى، توفى عنصر أمنى تونسى مساء أمس الأول خلال تفريق احتجاجات القصرين إثر انقلاب سيارة أمنية واعتداء محتجين عليه بالحجارة، وفق ما أكده الناطق الرسمى باسم وزارة الداخلية وليد الوقينى أمس. كما توجهت مدرعات تابعة للجيش الوطنى التونسى لحى الزهور بالقصرين مساء أمس الأول لتهدئة الأوضاع إثر تواصل الاشتباكات بين الوحدات الأمنية التى تستعمل الغاز المسيل للدموع والمحتجين الذين يلقون الزجاجات الحارقة. وأضافت الإذاعة أن عناصر المجتمع المدنى وعدد من أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل توجهوا لهناك داعين المحتجين إلى التظاهر السلمى وعدم السقوط فى فخ العنف والفوضى. وشملت الاحتجاجات أيضا مدن تالة وفريانة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص. وفى 2015 بلغت معدلات البطالة فى تونس 15.3 فى حين كانت 12٪ فى 2010، ويشكل أصحاب المؤهلات الجامعية حوالى ثلث العاطلين عن العمل فى تونس.