حليمة سيدة بسيطة كفيفة فى الستينيات من عمرها ولديها ابن كفيف عمره 36 سنة اسمه عبدالدايم بدأت مأساتهما منذ ان كان صبيا فى الثامنة من عمره إذ أصيب بارتخاء فى الأعصاب وتبين اصابته بورم فى المخ وأجريت له ثلاث جراحات متتالية وبعدها فقد بصره ويتعرض لنوبات صرع شديدة بين حين وآخر. وسعت حليمة لإلحاقه بمدرسة للمكفوفين ولكن ظروفه الصحية حالت دون استمراره فى المدرسة حيث كان يتعرض للسقوط على السلالم ويصاب بجروح عديدة ثم حاولت مرة أخرى إلحاقه بالتعليم الأزهرى ولكن لم يقبل لكبر سنه وتركها زوجها تواجه المتاعب وبعدها تعرض عبدالدايم لحادث سيارة تسبب فى كسر ركبته وتم تركيب عدة شرائح ومسامير فيها وما ان تعافى قليلا من هذا الحادث حتى تأكدت اصابته بورم فى المخ وخضع لجراحة أخرى لاستئصاله وبعدها استقرت حالته ثم تعرض لحادث آخر منذ عامين إذ انزلقت قدماه وهو فى الحمام واسرعت والدته به الى المستشفى ولم تجر له أى اسعافات إلا بعد سداد مبلغ ستة الاف جنيه ثمن الجراحة حيث اسهمت فيها وزارة الصحة بألفى جنيه وتبرع أحد فاعلى الخير بألفى جنيه أخرى وتم جمع خمسمائة جنيه من الجيران والباقى ديون على حليمة. وخضع للجراحة فى نفس الركبة التى سبق اصابتها وتم تركيب شرائح واثنى عشر مسمارا وهو الآن اسير الكرسى المتحرك وتساعده والدته فى قضاء حاجته ولكنها تحتاج الى من يأخذ بيدها فقد كف بصرها وخضعت لجراحات عديدة لإزالة مياه بيضاء من عينيها ولكن بلا جدوي. وكانت حليمة تبيع الخضار فى الشارع حتى توفر متطلبات ابنها ونفقات علاجه ولم تعد تتحمل المشقة فقد تجاوزت سنها الستين وتحتاج الى نفقات علاج هى الأخرى وليس لها أى مصدر للدخل وكل ما تطلبه هو توفير الأدوية اللازمة لابنها ولها.