محافظة اسوان من المحافظات الاشد فقرا فى جنوب الصعيد ولذلك فان ظاهرة عمالة الاطفال فى اسوان موجودة وتلجأ اليها الأسر للحصول على مورد للدخل عن طريق تشغيل الاطفال. ولمواجهة هذه الظاهرة يقول اللواء مصطفى يسرى محافظ اسوان انه قرر فتح مدرسة الفصل الواحد بالمدينة الصناعية لمحو امية الاطفال العاملين بالورش واعادة تأهيلهم نفسيا ومهنيا برفع قدراتهم المهنية وتدريبهم ليصبحوا أصحاب مهنة ليعترف بهم صاحب العمل ويمنحهم الاجر المناسب وحقوقهم فى التأمين الاجتماعى والصحى والامر يحتاج الى تكاتف اجهزة الدولة وتدخل مؤسسات المجتمع المدنى والاعلام المحلى لمواجهة هذه الظاهرة المسيئة لحقوق الطفل وتوعية اولياء الامور بأضرارها على المديين القصير والطويل! وهذا ماسوف يحدث فى اسوان خلال الفترة المقبلة. تقول اسماء اسماعيل المحامية رئيسة مجلس ادارة (مؤسسة كارت احمر لاستغلال الاطفال) ان عمالة الاطفال موجوده كظاهرة مؤسفة فى قطاع صيد الأسماك فى بحيرة السد العالى حيث يعمل بالبحيرة 5آلاف صياد ومعظم هؤلاء الاطفال الذى يزيد عددهم على الف طفل من العاملين بمهنة الصيد من ابناء محافظتى سوهاج وقنا يعملون قسريا فى البحيرة ولاتعلم اسرهم عنهم شيئا غير تسلم اجرهم فى كل اول شهر. ونحاول كمؤسسة مجتمعية ان نسهم فى ان ينال هؤلاء الاطفال الرعاية الواجبة سواء من الدولة او المنظمات الدولية الراعية للطفولة خاصة ان عمر هؤلاء الأطفال من 7 سنوات وحتى 18 سنة كما تنتشر عمالة الاطفال فى الاحياء العشوائية ومناطق زراعة محصول قصب السكر بادفو وكوم امبو ونصر النوبه. وتطالب بضرورة توحيد الجهود لمواجهة هذه الظاهرة التى تنتشر فى محافظاتجنوب الصعيد بسبب ارتفاع نسبة الفقر وارتفاع عدد الاسر الاكثر احتياجا. ويقول هاشم عبد الحميد مدير ادارة الامومة والطفولة انه لا توجد أى احصائية بعدد عمالة الاطفال بالمحافظة وانه طلب بيانا رسميا من ادارة القوى العاملة عن عمالة الاطفال ولكن الادارة اعتذرت رسميا عن عدم وجود بيانات او احصاءات وعندما اردنا ان نصل الى بيانات موثقة خرجنا الى ورش المنطقة الصناعية التى تكثر بها هذه الظاهرة ووجدنا صعوبة فى الحصر لأن صاحب الورشة يقوم بتهريب الصبية الذين يعملون لديه خوفا من الجزاءات والتأمينات... فهؤلاء الاطفال القصر يعملون نظير اجر يومى او أسبوعى ضئيل وليس لهم تأمين اجتماعى او صحى. وتقول المهندسة مفيدة الخولى وكيل وزارة الزراعة بأسوان : فى موسم كسر وشحن القصب تشاهد على الواقع ظاهرة عمالة الاطفال خاصة فى موسم القصب او جنى البلح او محصول المانجو فصاحب الأرض يستغل اطفاله واطفال العائلة كعمالة مجانية ورخيصة ويترك هؤلاء الاطفال مدارسهم للعمل فى الحقول ورغم اننا لا نملك ولاية على المزارع فى تحديد من يعمل لديه فإننا ننصح رب الاسرة بألايسمح للاطفال بالعمل حتى لايضيع مستقبلهم الدراسى والتعليمى نظير قروش زهيدة. محمد عبده حواتى وكيل وزارة التربية والتعليم يقول اننا نربط بين ظاهرة عمالة الاطفال والتسرب من التعليم ووجدنا ان معظم حالات التسرب من التعليم ترجع لاسباب اقتصادية ويلجأ اولياء الامور الى الدفع باطفالهم للعمل مما يحرمهم من التعليم . ففى المرحلة الابتدائية تبلغ اعداد التلاميذ المتسربين بنين وبنات 901 تلميذ وتلميذة وفى المرحلة الاعداديه يقفز الرقم الى 1373 حيث يكون الطفل قد شب وأصبح قادرا على العمل والكسب وانه يتم علاج الظاهرة باشراك الجمعيات الاهلية فى التوعية لمواجهة ظاهرة عمالة الاطفال بمنح الاسرة حافزا ماديا يسمح للطفل بالتفرغ للدراسة.